الحلم والواقع

فى حوار يدور فى إحدى المسرحيات العربية بين رجل عاطل عن العمل وزوجته التى كانت تحثه على البحث عن عمل بعد أن أيقطته من نومه العميق، وفى محاولة من صاحبنا لأن ينفي عن نفسه تهمة العطالة والفشل يقول لها إنه إنما كان نائمًا لمحاولة حل معضلة فلسفية كُبرى وهى: كيف يمكن له إذا ما استيقظ أن يعود للنوم مرة أخرى؟!

****


هذا كما يبدو هو حال الأمة العربية وحال بعض مفكريها وفلاسفتها اليوم حيث تحول العملاق العربى إلى فيلسوف من نوع خاص يعالج الفشل بالنوم ويهرب من الواقع بالأوهام وأصبحت مهمة المفكر العربي علاج قضايانا بالأوهام ووضع اللبخة على مكان النزف بدلاً من محاولة علاج أسباب النزف لايقافه نهائيًاً.. فأمتنا إنما تنام لتُحقق بالأحلام ما عجزت عن تحقيقه فى الواقع.

****


كان هذا هو تعليقي منذ سنوات طويلة حول مقولة لأحد كتابنا الكبار أشار فيها أن فشل العرب فى لم الشمل وتوحيد الصف لا يعني أي ضعف أو خسارة بل أن ما يبدو فشلاً إنما هو قمة النجاح لأنه يعني إحباط مخططات غربية للاستفادة من وحدة العرب -لا قدر الله- للوصول إلى الهيمنة على المقدرات العربية، لذا فمن الأفضل للأمة العربية ألا تجتمع على قرار واحد حتى تخذل المخططات الغربية والإمبريالية الاستعمارية المشبوهة فتكسر بذلك شوكة الغرب وتشتت شملهم فلا تقوم لهم قائمة بعد الآن، لذا فقد أحبطنا مخططاتهم بعدم تحقيق الوحدة العربية المأمولة!!

****

الحل الوحيد إذًا للخروج من المأزق العربى الراهن هو شراء مزيد من كتب تفسير الأحلام، فكلما طال النوم استطعنا التوصل لحل قضايا أمتنا العربية بذهن صافٍ لا يعكره أرق!!

#نافذة:

النوم سلطان.. والكابوس الوحيد الذى ربما يواجهنا هو.. أن نستيقظ!!.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني