أزمة الصحة النفسية

على الرغم من ارتفاع الوعي العام باضطرابات المزاج والأمراض العقلية، إلا أنه ما يزال من الصّعب على كثيرين التعرّف على علامات تدهور الحالة النفسية لديهم أو لدى أقرب الناس لهم، نتيجة تغلغلها في سلوكياتهم الشخصية واليومية بشكل تدريجي، وحرصهم على إخفائها وعدم الإفصاح عنها، فمازال المرض النفسي من ضمن المَعيبات التي يتحرّجُ كثيرون من مناقشتها.

وحتى في المجتمعات المتقدّمة، لا يزال الوضع غير مثالي، فبحسْب «المعهد الوطني للصحة النفسية» بأمريكا، فإن اضطرابات الصّحة العقلية تُصيب عشرات الملاييـن من الأشخاص كلّ عام، إلا أن حوالي نصفهم فقط يحصلون على العلاج المُناسب، نتيجة تجاهل معظمهم الأعراض الخفية المُتدرّجة، أو خشيتهم من التعرّض للسُّخرية والرفض الاجتماعي.


وتكمُن بعض العوائق في عدم تقبّل كثير من المرضى استشارة طبيب الأمراض النفسية، والتردد في استخدام أدوية الأمراض النفسية بوصفها كأي علاجات لأمراض عضوية مزمنة أخرى، والفكرة الخاطئة المُنتشرة حول خطر «الإدمان» عليها، وتوجّس بعضهم من تغيّر شخصياتهم وتبلّد مشاعرهم نتيجة تناولها، مما أسهم في تأخّر وصعوبة التشخيص والعلاج.

ومن علامات المُعاناة من اعتلالات عقلية وشخصية، اللجوء للوحدة التامّة، والانسحاب من المُشاركات في النشاطات العائلية والاجتماعية المُعتادة، وإهـمال المظهر والنظافة الشخصية، وتكرّر التلفّظ بألفاظٍ تُشيـر إلـى الإحباط الشديد واليأس، إضافةً إلـى إهمال حضور الصفوف الدراسية أو تدهور الدّرجات العلمية، واستعمال المواد المخدّرة أو المنشطة، والتعرّض الحديث لأزمة نفسية حادة قاسية تتسبب في «متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة»، أو مواجهة صعوباتٍ كبيرة في بيئة العمل نتيجة «الاحتراق الوظيفي»، والمعاناة من اضطرابات الأكل والتوتر والوسواس القهري، فضلاً عن الأرق المزمن وتقطّع ورداءة النوم وتكرّر الكوابيس الليلية، أو الاستيقاظ في وقت مبكّر جداً دون سبب واضح مع عدم القدرة على العودة للنوم.


من الضروري التركيز على الرفاهية النفسية والاهتمام بالأمراض العقلية على المستوى الاجتماعي والإعلامي والرّسمي، ومناقشة المشكلات النفسية والأمراض العقلية في كل مناسبة صحية، كما أقترح تخصيص عيادات للصحة النفسية في جميع المَرافق والمؤسسات الوظيفية، إضافة إلى المؤسسات التعليمية، لتشجيع الموظّفيـن والطلاب على التواصل الصحّي مع المختصيـن النفسيين، وإدخال مُقررات الصحة النفسية في المناهج المدرسية، لزيادة الوعي وتفنيد بعض المعلومات المغلوطة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»