منتجنا الزراعي.. إلى أين؟!

يعاني صغار المزارعين من تسويق منتجاتهم الزراعية في أسواقنا، خاصة محاصيلهم الزراعية من الورقيات، والخضراوات، والفواكه، وكل ما تجود به مزارعهم التي يتم تجميع محاصيلها يومياً، وتُسوَّق في حينها، لأنها غير قابلة للتأخير لعدم وجود برَّادات، أو حافظات، تحفظ المنتج لعدة أيام، وبذلك تكون قابلة للتلف إذا لم تُسوَّق في يومها.

ونظراً لما يُلاقيه هؤلاء المزارعون من المُحرِّجين (الدلَّالين) في الأسواق المركزية، والمُسوِّقين لهذه المنتجات بالجملة، والمُوالين بصفةٍ كبيرة للعمالة الوافدة، والمسيطرة على السوق، والمتحكِّمة في أسعار السوق انخفاضاً، والمُتكتِّلين، في شكل عصابات تُهيمن على الأسعار بشكلٍ كبير، مما يُفقد السلعة قيمتها الحقيقية، إذا لم يتم الإقبال عليها، وبيعهم إياها بالأسعار التي يُريدونها، وربما تصل الأسعار إلى ريال أو ريالين للكرتون الواحد، ومن ثم تُباع من قبل الوافدة بعشرات الريالات بالتجزئة، التي يتحكمون في معظم مباسطها، ويعمل بها بعض السعوديين تحت إمرة هذه العمالة.


وبذلك يُحقِّق المزارع خسائر كبيرة جرَّاء هذا التصرف الظالم، الذي لا يراعي فينا إلَّا ولا ذمّة، لأننا تركنا السوق لعمالةٍ حاقدة تستنزف خيرات هذه البلاد بدون وجه حق، ومُسيطرة بشكلٍ عجيب، بحيثُ لا يجرؤ أي سعودي على مجاراتهم، أو الدخول معهم في المزاد، لأنهم يرفعون قيمة السلعة بشكلٍ لافت، وإذا تركها السعودي لواحدٍ منهم، فإنهم يُنسِّقون عندها مع المُحرّج على إعادة الحراج عليها، حتى يحصلوا عليها بأبخس الأثمان.

لنا رجاء في وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن تُفعِّل دور شركات تسويق المنتجات الزراعية، بحيث تكون همزة وصل بين المُزارع والمُواطن المستهلك، بأن تجمع المحصول وتُسوِّقه، بحيثُ تحفظ حقوق المزارعين من جور العابثين بالأسواق، ويا حبذا إن كانت شركات (مساهمة) يُشارك فيها المواطنون، وبالتالي يعم النفع على الجميع.


يجب أن تُوضع حلول فاعلة لتسويق منتجاتنا الزراعية بكل أشكالها، فهناك على سبيل المثال الفواكه بأنواعها (المشمش، والخوخ، والرمان، والحماط، والعنب، والتوت)، وغيرها من الفواكه التي تزخر بها هذه الأرض المباركة، والتي تُعدُّ من أجود أنواع الفواكه الموجودة على طول السلسلة الجبلية من الطائف حتى أبها، حيثُ تعاني الكساد، حتى وصل الأمر ببعض المزارعين بوضعها عند أبواب المساجد بدون مقابل، لأن المزارع محدود الدخل لا يتحمَّل أجور النقل ومشقة السفر من منطقته للمناطق الأخرى.

بلادنا ولله الحمد تنعم بخيراتٍ كثيرة، ومنتجات مُتوفِّرة طوال العام، صيفاً وشتاءً، إضافةً لما يصل إليها من جميع أنحاء العالم من مختلف المنتجات، والتي أصبح بعضها يُمثِّل عبئاً على المواطنين، لوجود زيادة في نِسب المبيدات الحشرية، والمخصّبات، أو مسقاة بمياه الصرف الصحي، وغيرها من المُلوِّثات التي تضر بصحة الإنسان. نأمل من الجهات ذات الاختصاص أن تأخذ الموضوع بحزمٍ وعزم، وتضع حداً لهذه التجاوزات في أسواقنا المركزية.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»