«المثاقفة والمعرفة.. صنوان»

أضحت مواقع الشبكة العنكبوتية، من أهم نوافذ المعرفة العصرية.. ذلك أن هذه المواقع قد تضم من المعلومات ما لا يتوافر في كبريات المكتبات، تختصر من الجهد والعناء ما يُحافظ على قيمة الزمن، وأن الانفتاح على ثقافات العالم الفنية والثقافية والاقتصادية وحتى الفلسفية هو من أهم علاج من شأنه أن يُطهِّر الأوطان من فيروسات الإرهاب. لقد أدركت إيران أن سلاح الشبكة العنكبوتية إذا ما وُظّف بخبثٍ محدق، يستطيع أن يُحقِّق أهداف الثورة الإيرانية وسرعة تصديرها دون الاستغناء عن دعم الإرهاب بالتسليح والتمويل، ونجحت بأن تصبح وراء استشراء الظاهرة الإرهابية في منطقتنا، ومعظمها تتم عن بُعد مع الاستعانة بالعملاء المحليين -إن توافروا- وإرسال بعض المسلحين بمُسمَّى استشاريين عسكريين بهدف التدريب.

أردت بذلك التأكيد على الدور الخطير الذي يمكن أن تُوظِّفه بعض الدول ضد خصومها.


هذا ما كان على الصعيد العدائي، أما على الصعيد الإنساني، فمن المعروف أنه لا يمكن لأي تنمية أن تتحقق في أي بلدٍ كان؛ إلا إذا حل الأمن والسلام، ويزداد الأمر تعقيداً في المجتمعات متعددة الأعراق والأديان والثقافات. في هذا السياق استشهد بمقولة يُكرِّرها دوماً رئيس وزراء ماليزيا السيد مهاتير محمد؛ بأن قيادة المجتمعات المسلمة والدفع بها إلى الأمام، ينبغي أن لا تخضع لهيمنة فتاوى بعض الفقهاء والوعاظ، ويقول عندما رضخت بعض المجتمعات المسلمة لبعض الفتاوى والتصورات الفقهية التي لا تتناسب مع حركة مُتغيِّرات العالم، أُصيبت هذه المجتمعات بالتخلُّف والجهل، وبعض الفقهاء حرَّموا على الناس استخدام التلفزيون والمذياع وركوب الدراجات وشرب القهوة.. بل جرّموا عباس بن فرناس في تجاربه مع الطيران، ويؤكد بعضهم بأن قراءة القرآن كافية لتحقيق النهوض والتقدُّم في البلاد، ويقول فلا عجب من انخفاض نسب عدد العملاء في الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، بل بلغ الأمر في بعض الآراء الدينية إلى تحريم الانشغال بهذه العلوم. ويقول السيد مهاتير: نحن نُقدِّس النص القرآني، ولكن من الخطأ تقديس أقوال بعض المفسرين؛ واعتبارها هي الأخرى ديناً واجب الاتباع.

أختم بتذكير نفسي والآخرين بالشيء الذي طلبه أصحاب الكهف، حيث أووا للكهف وهم في شدّة البلاء والملاحقة، إنهم سألوا الله (الرشد)، دون أن يسألوه النصر ولا الظفر ولا التمكين، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).. وللحديث بقية.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني