مجهول في وطنه..!

* أن تعيش بين الناس ومعزولاً عنهم، وأن تجالسهم وبينك وبين أن تصبح مثلهم (إيقاف الخدمات)، هكذا تصبح الحياة حملاً ثقيلاً، وتضيق حد أن تصبح الأنفاس ملهمة للوجع؛ عندما تدفع الأسرة ضريبة ذلك، خلف أبواب مغلقة ونفوس تتوق إلى لقمة عيش أصبحت ذكرى، في ظل : ليس بمقدورك أن تفعل شيئاً، وكل حياتك مربوطة برقم يقول لك في كل مرة : ممنوع الدخول إلى الحياة!.

* إن إيقاف الخدمات بقدر ما هو قرار جاء ليبحث للدائن عن مخرج يستعيد به حقه، وفي ذلك لايمكن لأحد أن يصادر ذلك الحق، إلا أن من المهم جداً التوقف عند تبعات ذلك على المدين، سيما في ظل ما نشاهده من نماذج جاء قرار إيقاف الخدمات ليزيد من قسوة معاناتها، بل ويدفعها إلى أن تمد يدها للآخرين، وهل بعد الجلوس على أبواب المساجد من صورة تدلل على أن سكين إيقاف الخدمات وصلت بحال الكثير إلى العظم.


* فهذه أم تصرخ من تبعات ذلك عليها وعلى ابنها، وأنها قد تصبح معه في الشارع، حيث خدمات موقوفة، وديون تتراكم، وحياة كل ما فيها غروب، فضلاً عن آخَر يقسم أنه لا يملك ريالاً واحداً، وأن حاله وأسرته متوقف على ما تجود به أيدي المحسنين، وكم هو طويل ذلك الليل الذي ينام فيه أطفاله بدون عشاء.

* قصص وجعها أكبر من زاوية معدودة الحروف، إلا أن البحث عن حلول هو أجدى، وأبقى من إعادة تدوير قصص معاناة أصحابها اليوم يبحثون عن بارقة حل، كأن يتم جدولة تلك الديون بما لا يضيف على معاناتهم معاناة مجهول في وطنه، ومن ثبت إعساره فالسداد عنه كفيل بأن يعيده وأسرته إلى الحياة مطوقاً بفضل النجاة بعد الغرق.


* كما أن من أهم ما يمكن التأكيد عليه في جانب الحل، أن يؤخذ بعين الاعتبار ألا تدفع الأسرة ضريبة ذلك، وألا يتم ربط ما يتعلق بهم من إجراءات بقرار الإيقاف، القرار الذي وسع دائرة المعاناة، وأقفل كل منافذ السداد، فكيف يسدد من لا يستطيع أن يعمل؟.

* ثم إن إيقاف الخدمات وإن عظم في شأن كل من أوقفت خدماته، فإنه في شأن رجال الأمن عموماً، والجنود المرابطين على وجه الخصوص أشد إيلاماً، وهو ما يستدعي معالجة ذلك بما يضع في حسبانه أن أولئك الأوفياء أولى بالسداد عنهم، فضلاً عن أن يتم إيقاف خدماتهم.

* إن قرار إيقاف الخدمات وبما آل إليه حال من أوقفت خدماته، جدير بإعادة النظر، وإنني على ثقة من أن المعنيين بذلك قد خلصوا مما نما إلى علمهم من تبعات ذلك القرار، أن من الضروري البحث عن آلية جديدة، بقدر ما تُعنى بسداد حق الدائن، فإن من الأهمية بمكان ألا تزيد من معاناة المدين.. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»