تويتر.. ليس ساحة للقضاء!

* المجتمع السعودي تِقَني بامتياز- هذا مِن المُسَلَّمَات التي ردَّدتُهَا كثيرًا-؛ فعدد مستخدمي الإنترنت فيه تجاوز (30,25 مليون شخص)، وزادت فيها نسبة حاملي الهواتف الذكية على (96%)، وحسابات التواصل الاجتماعي النشطة في المملكة وصل إلى (25 مليون حساب)؛ فالسعوديون شَغوفون جدًا بها؛ فلهم الصدارة العالمية في نِسَبِ متابعةِ معظمها كـ(تويتر، واليوتيوب، وسناب شات)؛ وهذا بالتأكيد له إيجابياته التي منها: الإفادة من الخدمات الإلكترونية، التي تطوَّرت كثيرًا في بلادنا، وكذا استثمار طائفة كبيرة من السعوديين لتلك البرامج والحسابات في نشر دينهم وثقافتهم، وفي الدفاع عن وطنهم، وفي إثراء معلوماتهم.

* ولكن يتلبَّس تَعَلُّقُ (بعض السعوديين) ببرامج ومواقع التواصل الحديثة العديد من السلبيات، ومنها: «متابعة بعض المشاهير «الحمقى»، والعمل على -ودون قصد- على بثّ تفاهاتهم، وهناك المساهمة- ربَّما بِحُسن نية- بترويج الأخبار، دون التحقُّق منها، والتي قد تكون مُجرَّد شائعات أو أنباء كاذبة تستهدف أمن الوطن وسلامة وسكينة مجتمعه.


* ومن السلبيات الخطيرة جدًا جعل (مواقع التواصل الحديثة لاسيما «تويتر») سَاحَة للقضاء؛ فيها تصدر الأحكام على الناس دون معرفة بالتفاصيل، وقبل أن يسبق ذلك تحقيقات من المؤسسات ذات العلاقة؛ حيث بمجرد أن يُطرح مقطع فيديو أو صُور تَرْصُد «حادثةً ما»، يُصنع لها مباشرة «هاشتاق» يَصِل لـ»الترند السعودي»، وفيه يُتهم مَن تدور حوله المشاهد أو يظهر فيها، وتتم تشويه صورته، والقدح في أخلاقياته.

* فهناك فئة من المتابعين والمتفاعلين تقودها العاطفة؛ لتكون بمثابة القاضي الذي يُثبتُ الذنب، ويُعلن العقوبة، ولعلَّ أقرب الشواهد ما أحاط بقضية الاعتداء الذي تعرَّضت له إحدى النساء في مكة المكرمة قبل أيَّام، والذي نقله مقطع مُصوَّر، ثم توالت ردود الأفعال، وما تبعها من تعليقات حَمَلَ بعضها إساءات.


* صدقوني أنا هنا لا أُدافع عن هذا أو ذاك، ولكني أبحث عن الإنصاف والاستناد على الحقائق في تعاطينا وتعاملنا مع الأحداث والبشر؛ فالقاعدة الفقهية تقول: «الحُكم على الشَّيء فَرعٌ عن تَصَوِّره»، فمثل تلك السلوكيات، والتسرُّع في الأحكام، قد تضع «إنسانًا ما» في دائرة الجُرم والاتهام، وتحيط به وبأُسرته الإساءات؛ فإذا ثبتت براءته، لن ينفع بعد ذلك صَكُّ براءته، الذي لن يلتفت لقراءتهِ أحد.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!