العيش في ثلاثة أزمنة

يختلف الناس في تفاعلهم الزمني في معيشتهم، فيضعون أنفسهم في أحايين كثيرة في زمان غير زمانهم، وفي تصور مخالف للواقع الذي يعيشونه.. وهذا شيء لافت جداً على وجه الخصوص عندما يتعاملون مع الآخر، فيكون أحدهم في موجة تفكير وقناعة فكرية لا يتفاعل معها الآخر.

وبالإمكان أن نصنف ذلك في القول بأن هناك ثلاثة أنواع من التفكير، والإحساس بالزمن، والتفاعل معه عند الشخص على الرغم من أنه يعيش في الزمن الحاضر: فنرى بعض الناس دائم التفكير في الماضي الذي يتحسر عليه ويشتاق إليه، ولا يرى معالجة الوضع الحاضر الصحيحة إلا في ذلك الإطار الذي تجاوزه الزمن، ويمكن تسميتهم بـ(الماضويين). وهناك الذين لا يتحسرون على الماضي ولا يهتمون بالمستقبل وإنما تفكيرهم وتعاملهم منصب على الحاضر والواقع المُعاش، ويمكن تسمية هؤلاء بـ(الواقعيين) أو (بني الحاضر)، وهناك الذين ينصب تفكيرهم في المستقبل ولا يتعاملون مع الحاضر إلا لأجل الضروريات الملزمة، كما أنهم لا حنين عندهم إلى الماضي الذي يعتبرونه عائقاً متجمداً، ويمكن تسمية هؤلاء بـ(بالخياليين) أو (المستقبَليين).


المشكلة في كل هذه التصنيفات أنها حادة جداً، ولا تعبّر عن حقيقة الأشخاص ولا عن تفكيرهم ولا عن سلوكهم في المجتمع بطريقة صحيحة أو عملية؛ لأن الإنسان بطبعه يعيش في الأزمنة الثلاثة في آن واحد. فهناك الماضي وجذوره وأصالته، وهناك الحاضر ومصاعبه وتحدياته وتداعياته اليومية، وهناك المستقبل وآماله وطموحاته.

بيد أن التصنيفات التي ذكرناها إنما تمتُّ إلى مستوى التفكير ودرجة السلوك الذي يسيطر على الشخص ليتركه يعيش حقيقة وخيالاً واشتياقاً في أحد تلك الأزمنة أو كلها.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!