طاقات موجبة وسالبة و«متشائل»

من الناس الذين نراهم بيننا ونختلط بهم أولئك المتشائمون الذين لا يرون الدنيا بأضوائها الزاهية، وإنما يرونها دوماً من خلال أفكارهم التي لا ترى في الحياة إلا الظلام والمؤامرات والأحقاد والخوف من الآخر.. أولئك هم الذين تبث شخصياتهم طاقاتهم السالبة على من حولهم، فيجعلون حياة الآخرين مظلمة كئيبة مثلهم؛ تفتقر إلى السعادة والخيال والإبداع.

وعلى العكس من هؤلاء نرى أولئك المتفائلين الذين لا يرون الدنيا ظلاماً وحقداً ومؤامرات وريبة وخوفاً من الآخر.. فهم يبثون طاقاتهم الموجبة على من حولهم، فيجعلون حياتهم زاهية متفائلة تشرق فيها السعادة والإبداع وتُزال عنهم ترسبات الإحباط وظلام الأفكار واليأس.


ليس هناك -في رأيي- الشخص الذي يجمع بين خصلتي التشاؤم والتفاؤل في شخصيته.. فهناك تضارب متعاكس بين الطاقة السالبة والطاقة الموجبة فاجتماعهما في مكان واحد يجعل إحداهما تلغي الأخرى، فيكون الشخص بالتالي خاملاً بلا طاقة تحدد شخصيته.. لذا.. فإنني لا أتفق أبداً مع الروائي إميل حبيبي الذي سمّى روايته «المتشائل» كناية عن الشخص الذي يسكن فيه التشاؤم والتفاؤل في آن واحد.. فليس هناك شخصية بهذا الخليط عندي.

ربما يقول قائل إن للإنسان حالات يكون فيها متشائماً، وحالات يكون فيها متفائلاً ولكننا نتحدث هنا عن الشخصية التي تحمل دائماً الطاقة السالبة أو الطاقة الموجبة؛ فإن طرأت عليها حالات معاكسة لها، فإنها كالإصابة بالمرض ما يلبث أن يزول، ثم تعود شخصية طاقته الأصلية لحالتها المبنية في ذاته.


هل من حلول لتغيير الطاقة من سالبة إلى موجبة؟ نعم ولكن ذلك يتطلب كثيراً من الجهد والصبر وتغيير النظرة إلى الحياة كوسط فيه كثير من الخيارات.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!