الفتن.. وما أحوجنا أن ننبه عليها

يقول ربنا عز وجل في محكم كتابه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ)، وروى الإمام مسلم في صحيحه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)، وجاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)، وحمّل الله المسلمين من هذه الفتن المتلاحقة، والتي اليوم هي أشد ظهوراً وأعظم بلاءً، وسبب ذلك ولاشك انتشار الجهل بشرائع الإسلام ومقاصده وقواعده، وأخذ الناس يبتعدون عنه، وهم يظنون أنهم أقرب إليه، فالجهل سبب عظيم للوقوع في الفتن، بل هو الآفة الأعظم والداء العضال، وهو مع الظلم أصل كل شر وبلية كما قال ربنا عز وجل: (وَحَمَلَهَا الإنسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً) ففرائض الدين وأحكامه هي الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال (الطاعة) إن أدوها أثابهم الله وإن ضيعوها عذبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية، ولكن تعظيماً لدين الله ألا يقوموا بها، ثم عرضها على الإنسان فحملها كما جاء في نص القرآن، ووصف من أجل ذلك أنه الظلوم الجهول، الذي تحمل وأضاع، وما أكثر من أضاعوا الأمانة في عصرنا وتنوعوا، فها نحن نقرأ في وسائل الإعلام ووسائل التواصل ما يندى له جبين كل مؤمن حر، من إضاعة الدين وعدم الالتزام بأحكامه، بل وإنكار الأحكام الشرعية جهراً، مع اعتبار الباطل حقاً، والحق باطلاً، دون خوف من الله ولا وجل، وتحدث في علم الشرع والشريعة من لا علم له به أصلا، فأحل الحرام وحرم الحلال، وأنكر الثابت بدليل قطعي، وعمل بما لم يرد به شرع ولا هدى إليه عقل، ولم يكتفِ بهذا حتى تحدث في عرض كل عالم جليل وصحابي جليل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!