الاعتقال المزعوم لن يبقي أحداً خارج السجون

الإعلام الغربي يتخذ من قضية حقوق الإنسان الوسيلة المثلى لتشويه سياستنا العربية وباستمرار، منذ أنشأت بريطانيا إذاعة باللغة العربية موجهة لعالمنا العربي وحتى اليوم، وتتخذ الدول الغربية اليوم من نشر أخبار مدعاة للانتقاص من حقوق الإنسان في بلداننا وسيلة للضغط علينا في علاقاتها معنا، ولم يعد مسؤول غربي زائر لبلادنا إلا ويثير هذه القضية، ولو كان مقتنعاً أن الأخبار حولها مضروبة، ولا حقيقة لها، وما إن تركد هجمة الغرب علينا بسببها، إلا ويحييها صحفي بتفعيل شديد، وكأنه زار تلك المعتقلات التي يدّعي وجودها في كل بلداننا العربية والمسلمة، وأحصى ما فيها من معتقلين سياسيين، وعدَّهم عدًّا، ثم ينشر خبره عبر وسيلة إعلامية، فتتولى الصحف الغربية وقنواتهم المتحدة باللغة العربية نشرها بسرعة، وإذاعتها في كل نشراتها الإخبارية، وندواتها السياسية، ولو تعرَّض هذا الصحفي للمساءلة، لاتضح أن هذا الذي يقوله من نسج خياله، أو أمدته به الجماعات العدوة لبلداننا العربية «جماعة الإخوان المسلمين»، التي أنشأها الغرب، ويحمي أفرادها المجرمين بمنحهم جنسيات دوله، وعدد كبير يُقبَر منهم في هذه الدول، وهم قومٌ لم أرَ على وجه الأرض أكذب منهم، وكما قال أحدهم بعد أن أعلن انشقاقه عنهم، إنهم يكذبون كما يتنافسون، والغريب أننا نكتشف أن أعداداً منهم متكاثرة يعملون في تلك الدكاكين التي أنشأها الغرب، لتُصدر تقارير عن انتهاكاتٍ مزعومة في بلداننا العربية والمسلمة، ومنها جمعيات أُنشئت منذ زمن طويل، واكتشفنا تزويرها، فنحن الذين نعيش في أوطاننا نزدري تلك المزاعم، لأنها لم تقع أصلاً في أوطاننا العربية، بزعم أنها انتقاص لحقوق الإنسان، ولو كانت تنفيذاً لأحكامٍ شرعية وحقوقية مُعتَبرَة في بلداننا، وهي لم تقع أصلاً، وكأن بلداننا لا عمل لها إلا عقاب مواطنيها على كل ما يُعبِّرون عنه من رأي، ولو كان هذا الرأي المزعوم اعتداء على ديننا وقيمنا، التي تقوم عليها حياتنا، والتي جعلت لنا على العالم مِزية لا يمكنه أن ينكرها، وقد سعى صحفي ألماني أو أمريكي مؤخراً للإعلان عن اعتقال أكثر من ألفين في بلادنا، وفي مصر أكثر من سبعين ألفاً كما زعم، وطالب أن تُعَاقَب الدولتان على ذلك، وكأنَّ حكومات الغرب لها سلطة عليا علينا، يُمكنها من خلالها -قانوناً- أن تُخضِع دولنا للعقاب، وقد طال الزمن على مثل هذا، ووجب الوقوف في وجههِ بصرامةٍ، فلسنا نحن الذين يُفرَض علينا ما لا يُناسبنا من قوانين الغرب أو سياساته.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!