يوم المرأة.. عيد الحياة

في أيَّام طفولتنا، كانت لدى كلِّ واحد منَّا حصَّالة؛ علبة معدنيَّة أو فخَّاريَّة مقفلة إلَّا من فتحة لإِدخال النقد المعدني، تُفتح عند امتلائها أو عند الحاجة إلى سيولةٍ نقديَّة. وكان للوالدة نصيب ممّا فيها من قطعٍ معدنيَّة، لنشتري لها هديَّة حُبِّ وامتنان في يوم ميلادها، وكذا في يوم الأمِّ الذي أخذ مكانته بين الأيام الاجتماعيَّة التي تحتفل بها الأسرة بكامل أفرادها.

في السنوات الماضية، وتحديدًا عام 1909، شهد العالم أوَّل إعلان ليوم قومي للمرأة في الولايات المتَّحدة، وفي السنوات القليلة اللاحقة بدأت الدول تباعًا بتبنِّي الفكرة، إلى أن عمدت الأمم المتَّحدة في العام 1975 إلى تكريسه عالميًّا في الثامن من مارس من كلِّ عام، وفيه تتجمًّع النساء بأعدادٍ غفيرة في ساحات ميادين العواصم والمدن والمجمَّعات الصناعيَّة، يهتفن بشعارات طلب المساواة التامة بينهنَّ وبين الرجال في الحقوق والواجبات، بما فيها المساواة في الرواتب والأجور لمن يقمن بالعمل ذاته، ويحملن المؤهِّلات العلميَّة والعمليَّة ذاتها. وهي مطالبات تبدو منطقيَّة في المجمّعات الصناعيَّة، حيث تُصرف حتَّى اليوم للعاملات أجور تقلُّ عمَّا يتقاضاه نظراؤها في العمل.


يختلف الحال في المجتمعات الزراعيَّة، حيث لهنَّ اليد العليا في تخزين البذور وغرسها وجني المحصول وتسويقه. وهذا سبب عدم مشاركتهنَّ عمومًا فِي يوم المرأة العالمي.

وقَدْ يسأل سائل عن المرأة السعوديَّة من هذا اليوم العالمي! والإفادة أنَّها دخلت معترك ميادين العمل والإدارة والسياسة، والطب والتمريض، والقضاء والمحاماة بجدارةٍ وعزيمة، بعد أن أثبتت كفاءتها في المجالات العلميَّة والعمليَّة كافَّة، التي أهَّلت نفسها للقيام بها. وهذا بحدِّ ذاته إنجاز يتمُّ بهدوء دون صخب التجمُّعات في كلِّ ثامن من مارس من كلِّ عام.. والطريق أمامها مفتوح لشغل المزيد من مواقع العمل ما دامت راغبة فيه، وقد رتَّبت أمور بيتها وأسرتها. فهي عماد البيت، والمُحافِظَة على صيانته وسلامته.


وتبقى الأمُّ مَدرسَةً فِي وَاقع الحال، وللأجيال القادمة، وعليها تبني الشعوب والمجتمعات ثوابت بقائها وتقدّمها. فتحيَّة للمرأة، أُمًا وأختًا وابنةً وزوجةً، سكنًا وَلباسًا. ويومها عيد للحياة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»