الثقافة.. منظومة عالمية واحدة

يشتكي كثير من الأدباء وقليل من المثقفين لدينا بأن الجيل المعاصر لا يقرأ ولا يحب الثقافة، فهل علم هؤلاء وأولئك بأن العصر وليس الإنسان هو الذي جرّ الشباب بل المجتمع إلى تياره الجارف جرًّا؟.

نحن في البلدان النامية قد غزتنا الثقافة العالمية وعلى الخصوص الثقافة الأمريكية بجميع جوانبها من مأكلٍ ومشرب وأزياء وفنون غنائية وأفلام وآداب مكتوبة وغير ذلك؛ فأثّر جميع ذلك في قناعاتنا وسلوكياتنا وبالتالي في لغتنا وثقافتنا، وقد نتساءل: هل أثّرت التقنية الحديثة، والمفاهيم واللغة الجديدة، على الثقافة المتوارثة لدى الأمريكيين والأوروبيين كما أثّرت فينا، وفي ثقافتنا، وفي سلوكياتنا الشخصية والمجتمعية؟، والجواب المتجرِّد: لم نر أنّها فعلت ذلك لأن التطوير التقني، وحتى اللغة المعاصرة قد نشأت من داخل ثقافاتِهم المتوارثة، في حين أنّها اكتسحت العالم اكتساحًا بفعل منجزاتِها المذهلة وتَهافت الناس عليها.


من أجل ذلك ترى الأمريكيين ما يزالون يقرأون كما فعل أسلافهم في حين نختلف عنهم من حيث انطلاقنا -ومن شابَهنا من الدول النامية- من فراغٍ ثقافي وعلمي معاصر ليس له جذور محلية مماثلة، لذا.. ترى إقبالنا الاستهلاكي المجنون على التقنيات والآلات التي تردنا منهم في كل يوم.

يغفل كثير من أدبائنا ومثقفينا عن أن اللغة والثقافة ومحفّزاتِهما هي منظومة عالمية واحدة، ومن الطبيعي أن تتطوَّر جيلاً من بعد جيل؛ ومن المستحيل إيقافها عند حدود معيّنة، أو عند ثقافة جيل محدد، ولكن الأجدى هو الاستفادة من كل جديد وتطويعه لكي يتلاءم مع ثقافتنا أولاً، ثم تطويره ليكون متوافقًا بل نابعًا من خصوصيتنا وجذورنا العميقة في التاريخ.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!