رسائلكم لمعالي وزير (التعليم)

* ترقُّب بأملٍ كبير أن يكون عدد الوظائف التعليمية بحجم ما ينعم به رصيف البطالة من زحام، وهو ترقُّب يُرجى ألا يُفضي إلى ما خلصت إليه الأعوام الماضية من أرقام لا ترقى لتطلعات شباب ذهبت أعمارهم تحت رحى البطالة، في وقت يعاني الميدان التعليمي من عجزٍ كبير، يدل على ذلك أعداد المتقاعدين، واللجوء إلى سد العجز الذي يمضي -العام والميدان- يعاني من فقدان لتوازنه بين معلم يذهب وآخر يجيء، ومواد تُسنَد لغير المتخصصين، وانتظار لنهاية عام ينقضي هكذا، حتى وإن كانت المخرجات كما علمتم وذقتم.

* وعليه فإن المؤمل أن يكون إعلان الوظائف التعليمية القادم بما يُسجِّل منجزاً يُذكر فيُشكر لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، الذي يمضي بثباتٍ نحو صناعة فارق في المسيرة التعليمية، يُبرهن على ذلك ما صدر عنه من قراراتٍ قوبلت بالارتياح، مما سينعكس بأثر إيجابي على الميدان الفقير لمثل تلك القرارات المحفّزة، التي يقف خلفها وزير متماهٍ مع الميدان ومتطلباته.


* كما أن في إنهاء ملف خريجي وخريجات كليات التربية، المشفوع بمطالبة من مجلس الشورى، مما يُؤمل أن يكون لهم وقفة حل من معاليه، سيما وأن وزارة التعليم هي المعنية بتوظيفهم، نظراً لطبيعة إعدادهم، وكونهم من مخرجات وزارة التربية والتعليم آنذاك.

* وعن قدماء الخريجين والخريجات من حملة البكالوريوس، الذين قاربت بطالة بعضهم العقدين دون أي تحرُّك لإنهاء معاناتهم، فإن في فتح المجال أمامهم من خلال أولوية التعيين، ومنح الأقدمية النقاط الأكثر في المفاضلة، خطوة إيجابية نحو حلحلة هذه القضية؛ التي أصبح فيها هاجس التقاعد يسبق الوظيفة.


* كما يحدو الأمل خريجي وخريجات كليات المجتمع في ألا تطوفهم فرصة الوظيفة، التي طالب بها لهم مجلس الشورى، ولعل في استقطابهم في الوظائف الإدارية ترسيخاً لمبدأ التخصص، الذي تنادي به الوزارة إلا عند التطبيق، حيث تتداخل المهام بين الإداري والتعليمي، بينما المتخصص عاطل!

* وفي جانب التربية الخاصة، ففي ما تُعانيه أسرهم بين جهودٍ ذاتية أو استسلام لواقعهم المر، وغياب الإحصائيات الشاملة عنهم، وكذلك بطالة خريجي التربية الخاصة بجميع فروعها، كل ذلك أضعه بين يدي معالي وزير التعليم، على أمل أن يكون لهذه الفئة ما يُنشد من نقلة، ولخريجي التربية الخاصة ما يُرمِّم هيكل آمالهم المتداعي أمام تكرار إحباط توظيفهم.

* وعن الحاسب الآلي وبطالة خريجيه، فإن إقرار تدريسه في المرحلة الابتدائية سيعود بأثر نقلة تجاه عنصر هام في قوام بناء إنسان الوطن، وفي ذات الوقت يُسهم في معالجة بطالة خريجي تخصص؛ هذا عصره، بل هو مَن سحب البساط من تحت قدمي التعريف الدارج للأمية.

* وفيما يعيشه خريجو الأحياء والكيمياء، وعلم النفس والاجتماع، والتاريخ والجغرافيا، والتربية الفنية والبدنية من بطالة، من أهم أسبابها النظر إلى تلك المواد على أنها مكملة للجدول، وأنه لا حرج في إسنادها لغير المتخصص، وهو ما باشر أثره في بطالة خريجي تلك الأقسام، الذين يقفون اليوم موقف المترقِّب، على أن يكون في إعلان الوظائف التعليمية ما يُنسيهم طول الانتظار.

* هذا ما أسعفت به مساحة المقال من رسائلكم لمعالي وزير التعليم، ولمزيد من الإيضاح، ففي السماع لأصحاب تلك الملفات العالقة ما يُجلي صورة معاناتهم، فيما يظل الأمل أن يكون الإعلان القادم للوظائف التعليمية بلسماً على جرح البطالة، الذي أخذ من شباب الوطن كل مأخذ، في وقت تمضي أعمارهم، والوطن الذي أعدهم لبنائه يسأل أين هم؟. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!