المرأة.. وقيادة السيارة

مع فجر يوم الأحد سرت في شارع الملك بجدة لأجد نفسي أمام حادث سير لسيارة تقودها إحدى بناتنا، تجربة جديدة في بلادنا، واقعة تحدث للسائق سواء كان ذكراً أو أنثى، كانت الرهبة تكسو محيا الفتاة، قلق جاف وحارق يظهر على قسمات وجهها، الإحساس بالذنب يقتلها، تذكرت أول حادث لي عندما كنت أسوق في بريطانيا في 1989، يحضر بنفس المشاعر، أوقفت سيارتي وسلمت على الفتاة وهدَّأتُ من روعها وحمدت الله أنها بخير، شرحت لها ما عليها فعله، طالما أن لديها رخصة قيادة محلية نظامية.

لكن المناحة مستمرة من بعض المعارضين، أوقف سيارته ليسمعنا نشيد «المرأة غير قادرة على السواقة»، لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية التقدم، وعاجزون على رؤية الواقع، صورهم ثابتة في إطاراتهم القديمة، فمن منا لم يقع لأبنائه الذكور حادث في هذا البلد؟ هل يستطيع أي أحد من القراء أن ينفي ذلك؟ والحمد لله مضى قرابة العام وبناتنا يقدن السيارة في أنحاء المملكة المعمورة.


عدت إلى مكتبي، لكنني كنت ومازلت آخر كل نهار لا أرى كل ما حدث إلا لتمكين المرأة في بلادي ومنحها قيمة كبيرة، وعندما ينتهي ذلك النهار أفكر وأقدر وأستشرف إنجازاتها لنهارٍ آخر، لهذا كان عليّ أن أكتب مع آخر سطر في هذه الواقعة «انتهى وهم قيادة المرأة السعودية للسيارة» ولكنَّ هناك قصصًا في الحياة وجدت كي لا تنتهي لدى البعض، وسواقة المرأة واحدة منها.

** وقفة :


أترككم أصدقائي القرّاء.. مع آلاء رمضان وألقاكم بعد العيد إن شاء الله وكل عام وأنتم أحبتي.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني