هجرة؟!

لفت نظري تغريدة كتبها منذ فترة أحد رواد الشبكة العنكبوتية يقول فيها:

«بعد ركض في تويتر لأكثر من ست سنوات وقبله في الفيسبوك، وغيرهما من وسائل التواصل، فإني أفكر بالتوقف ولو مؤقتاً، وأترك القرار للمتابعين الكرام.»


وكمتابع لقنوات الاتصال الاليكتروني المتعددة أجد أحيانًا أنه ضياع وقت، وأحيانًا أخرى أنه ضياع قيمة.. خاصة وأن هناك من رواد هذه المنتديات من يبادلك الرأي بالشتم والكلمة باللكمة!!

والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.. إلا إذا كان هناك منفعة تتوخاها أو فائدة ترجوها.


****

ولا أجد تهلكة في بعض الأحيان أكبر من تلك التي يتعرض لها بعض الكبار على يد سفهاء منتديات التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية.. لكن يبقى الإحساس في النهاية بضرورة عدم الانقطاع عن التفاعل الإيجابي مع الأكثرية من رواد هذه الساحات الإليكترونية واتباع قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾.

****

الرغبة في الانعزال والابتعاد عن المجتمع هو إحساس صار يراود الكثيرين في الآونة الأخيرة.. وقد وجدت خير خاتمة، تعكس مشاعري الخاصة، هي تلك التي كتبها الشاعر محمود درويش يقول فيها:

* العزلة كفاءةُ المُؤْتَمَن على نفسه.. يكتب العبارة، وينظر إلى السقف.

* أن تكون وحيداً.... أن تكون قادرًا على أن تكون وحيداً هو تربية ذاتيَّة.

* العزلة هي انتقاء نوع الأَلم، والتدرّب على تصريف أفعال القلب بحريّة العصاميّ.. أَو ما يشبه خلوَّك من خارجك وهبوطك الاضطراري في نفسك بلا مظلَّة نجاة.

* العزلة مصفاة لا مرآة ترمي ما في يدك اليسرى إلى يدك اليمنى، ولا يتغيَّر شيئاً في حركة الانتقال من اللا فكرة إلى اللا معنى.

* لكن هذا العبث البريء لا يؤذي ولا يجدي: وماذا لو كنتُ وحدي؟

# نافذة:

الاعتزال هو هجرة فكرية يهرب فيها الفرد من نفسه إلى نفسه.. إنه جهاد مع النفس وليس عملاً هروبيًا.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!