في الماراثون اللبناني مَن يكسب.. الحكومة أم الشعب؟!

ما يحدث في لبنان اليوم يتفق تماماً مع ما طرحه المُؤرِّخ اللبناني الدكتور (مسعود ضاهر) في كتابه «لبنان.. الاستقلال الصيغة والميثاق»، من أن النظام السياسي اللبناني يفتقر إلى قياداتٍ وطنية جامعة، وإلى مؤسسات مركزية قوية تُحصِّن اللبنانيين من أخطار الانجرار وراء خيارات مذهبية، لا تتورَّع عن اشتعال حرب أهلية دفاعاً عن مصالحهم.

كان واضحاً أن لبنان لم يَعُد كما كان يُوصف بـ(سويسرا الشرق)، حيث ظهرت صورة الذات الطائفية علانيةً، لتُصادر القرار السياسي لهذا البلد، بعكس النظام في سويسرا، وتشوَّه صورة لبنان الوطن، وبات حُكم الزعامات ذات الجذور العائلية مستمراً، فارضاً نفسه على كل الحكومات، وزراء ونوَّاباً وسفراء، وطغى الولاء المذهبي ليجر لبنان لأكثر من مرة للفراغ السياسي، رئاسةً ونواباً، وزاد في معضلة لبنان نبتة شيطانية نمت على أرضه اسمها (حزب الله)، ساهمت هذه الميليشيا إلى حدٍّ كبير في ولادة هذه الانتفاضة الشعبية التي شهدها، ولا زال يشهدها لبنان، بسبب هيمنته على أصحاب القرار، والذي وصل بزعيمه (نصر الله) إلى أن يُهدِّد الشعب اللبناني بنزول مناصريه إلى الشارع وفض المظاهرات، وتغيير المعادلة، ويُحذِّر الحكومة من تقديم الاستقالة، كما يتوعَّد كل مَن يستقيل بإحالته للتحقيق، ليُعيد لنا (نصر الله) ذكرى ما قام به الانتداب الفرنسي عام 1946 من اعتقالٍ للقيادات السياسية العليا في لبنان، وسجنهم في قلعة (راشيا التاريخية)، لأن تلك القيادات رفضت دستور 1926 الذي يُعطي المُفوّض السامي الإنجليزي صلاحيات مطلقة في التعيين والإقصاء، وهو نفس الدور الذي يقوم به (نصر الله) حالياً، فهذه المظاهرات إن نجحت؛ سوف تحرمه من الهيمنة التي يُمارسها الآن، إلا أن التهديد الذي لوَّح به لم يُخِفْ الشعب اللبناني الذي خرج في مظاهرة عفوية لم يُرتِّب لها، واستقطب فئات مختلفة تحمل علم لبنان، مُتحرِّرين من السيطرة الحزبية والطائفية السياسية، منادين بإسقاط الحكومة، والرئيس، وحزب الله، لأن وجعهم واحد، وهمهم واحد.


فلا يمكن أن يتعافى لبنان في ظل هذه الهيمنة التي يفرضها حزب الله، ولا يمكن أن يتعافى من كبوته الاقتصادية في ظل عداء يكنّه الحزب في الداخل والخارج، فهو مَن اشترط وسمَّى الرئيس، وفرضه على كافة القوى، وهو مَن يملك التأثير ويُحدِّد المحاصصة. ولا سبيل للبنان في العودة إلا عن طريق استقالة الحكومة، واختيار حكومة تكنوقراط من رجال سياسة واقتصاد مستقلين، لا ينتمون لتلك العائلات التي تَرِثُ المناصب.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني