رحلة في عالم الأعمال

لعل التطورات التي تشهدها بلادنا، ومن خلال الاستفادة من التقنية، في اختصار الوقت ومساعدة المستثمر في بدء نشاطه، تُعدُّ عاملًا إيجابيًا في دعم الاقتصاد والنهوض ببلادنا. ولكن لازال التدخل البشري موجودًا وفِي كافة القطاعات بدون اختلاف، ويستند عليه في كل شيء. الأمر الذي يُؤثِّر -أحيانًا- في سلاسة العمل وسرعة الممارسة وتعطيل الأعمال، ولكن بالرغم من ذلك، لا تزال أفضل من السابق، وأقل ضررًا من زاوية العنصر الزمني. ولاشك أن هناك مساحة لزيادة النطاق وتوسعته، ليُساعد على تقليل الحواجز البيروقراطية، وتخفيف الدخول في النشاط. ومرَّت الفترة الماضية بعددٍ من الممارسات للدخول في مختلف القطاعات والأنشطة، وهي بلاشك تجربة مفيدة مقارنة بالماضي، وإن كنتُ أتمنَّى تقليل التدخل البشري، وأن يتم بعد إنهاء التصاريح والتراخيص ومن خلال التفتيش على ثوابت مُحدَّدة. ولا شك أن تقدُّم السعودية على عددٍ من الدول في مختلف المؤشرات، ناجم من العمل الدؤوب والرغبة في التطوير، وإحراز التقدُّم، ودفع القطاع الأهلي لتحقيق مساهمة فعَّالة في التنمية الاقتصادية. ولكن هناك مجالاً كبيرًا للتحسين وفِي قطاعات عديدة تُؤثِّر في سير العجلة، ولا تُحقِّق المبادرات.

لا شك أن مَن يرغب في مزاولة النشاط من خلال شركة، يحتاج لخدمات عدة من وزارة التجارة والاستثمار، ولا شك أن التغيُّرات هناك داعمة وملموسة، ولكن قطاع الشركات يحتاج إلى تسهيلٍ أكبر وتفعيل أكبر للقنوات الإلكترونية، لكن التحسُّن والتطوير -بغض النظر عن نقاط محددة- يعتبر إيجابيًا إلى حدٍّ كبير.


كذلك لو دخلنا للرخص في مختلف المجالات، لا يزال العنصر الزمني محددًا، وخاصة في مجال السياحة (بحكم تجربتي)، حيثُ تأخذ العملية فترة طويلة تجعل الممارسة بطيئة ومُوثِّرة على المستثمر وقدراته. كذلك في التصنيع نجد هيئة الغذاء والدواء عنصرًا فعَّالاً، لكن زمنيًا لا يُعدُّ فعَّالًا. وتأتي الرسوم والتكاليف التي تُحمَّل على المستثمر، عنصرًا مُؤثِّرًا ومُكلِّفًا لمَن يرغب في الممارسة.

لا نهدف من الطرح هنا القول بأن ما تم دون المأمول، وإنما هو أكثر مما هو متوقَّع، ويُعدُّ حجر زاوية يُسهم في التنمية ويرفع من وتيرة الأداء الاقتصادي في مجتمعنا. وإنما نهدف إلى الطرح بأنه لا يزال هناك مجال ووقت للتحسُّن وتحقيق الأفضل، وأن تعديلات بسيطة ممكن أن تجعل العنصر الزمني أقل ما يكون، وتجعل بالتالي الممارسة سهلة، وفِي متناول الكل، ويدعم المستثمر بصورة أسرع وأشمل.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!