أنا ومعاليه.. وفاعل الشر!

* ذات مساء هاتفتي مسؤول بمرتبة «معالي» بعد تعيينه في منصبه بأسبوع يرغب لقائي في مكتبه طالبًا مشورتي، وهو في بدايات عمله؛ ليلتها فكرتُ ماذا سأقول له وقد بَاركتُ له بِرسالة نصيّة؟ وهنا قَررتُ أن أتجرد من سيطرة المجَاملة، وأن أقُولَ له ما يُمليه عَلِيّ ضميري، وما يَرَاه اجتهادي حَقًَا!

* وصَلتُ إلى مكتبه باكرًا وكان في انتظاري، فاجأَتُه بعد السَّلام: معاليكم من استدعاني، ولم أسعَ لذلك فآمل أن تمنحني وقتي، وأن تقبل صَراحتي؛ فما أنا إلا نَاصح لكم، وحريصٌ على نجاحكم، وقبل ذلك أن تُواصل المؤسسة التي أنتم على رأس هَرمها الإداري مسيرة التطور الذي تعيشه.


* أعلن ذلك المسؤول موافقته، وأظهر اهتمامًا بما سوف أتحدثُ به، لاسيما وقد أخرج أوراقه لِيُدَوِّنَ ما يعتقد أنه عنوانٌ مهم؛ حيث أخبرته بأن مَن كان قبله وخلال سنوات لم تتجاوز الـ(6) قَـد كان مَدرسة كبرى في إدارته، ولذا قَفَز بالمؤسسة نحو محطات التنمية؛ فما أرجوه الإفادة من تجربته، والبناء عليها؛ وليس هَدمها، وإعادة صـناعة العَجلَة من جَديد!

* أيضًا أكدتُ له بأنّ منسوبي المؤسسة في عمومهم يتميزون بإخلاصهم وتنوع خبراتهم وقدرتهم على العطاء متى مَا وجدوا القائد المُلْهِم، الذي يَأْسِرهم بتواضعه وإنسانيته؛ ويكفي أنهم أدواته في عمله؛ فهم مَن سينجح بهم إذا كان قريبًا منهم، وقدَّم لهم الحوافز المعنية قبل المادية!


* وكان مما ذكرته لذلك (المعالي) بأن هناك مَن سيأتي إليه طامعًا بقُرْبه، ولكن من خلال تشويه غيره؛ فأبلغ ردٍّ على أولئك الذين يتقمصُون شخصية «فَاعِل الخير» مواجهتهم المباشرة مع مَن خاضوا في أعراضهم لتتضح الحقيقة، التي غالبًا ستكشف أن مَن يَقْدح في غيره، وينقل الأخبار عنهم دون تدقيق مجرد (فَاعِل شَرِّ)!

* وهنا أعتقد أن تلك الوصايا التي ما أنا إلا نَاقِلٌ لها؛ فقد أَفَدتها مِن كبار السِّن وأصحاب التجارب لابد أن تكون في حضرة أيِّ مسؤول؛ لأنها بالتأكيد ستأخذ بيده، وستساعده في رسم ملامح طريق نجاحه في مهمته؛ هذا إذا كان لا يبحث عن مَجْدٍ شخصي، بل يَنْشُد صادقًا العمل المؤسسي المنظم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»