إن لم... فمن..؟!

* عنوان كتاب لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وهذا الكتاب (السيرة) الذي نُشر في 2017 يمثل عنواناً من عناوين كثيرة، قرأنا فيها خالد الفيصل الأمير الفاعل، والرمز الإداري الناجح، والأثر الشاهد، والمثقف الشامل: شعراً ونثراً وإلقاء وفرادة مرسم.

* ولست هنا بصدد تقديم قراءة لإصداره الثمين، فكل ما يأتي من ابن الفيصل ثمين: «هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله»، حيث لا تسعف مساحة الزاوية بأكثر من (عدد كلمات)، ولعل فيما تفضل به المشاركون في الندوة الثقافية التي أقامها النادي الأدبي بجدة حول كتاب سموه ما يضع القارئ في صورة الموجز والتفصيل، وعليه فإنني سوف أُبحر بحروف هذا المقال في قراءة لخالد الفيصل المثال، والقدوة، خالد الفيصل الرمز، الذي نقرأ فيه كل شموخ: (ارفع رأسك أنت سعودي).


* فمن منطلق قيمة الاعتزاز بالإسلام، نقرأ في خالد الفيصل كل بواعث الفخر بالإسلام منهج حياة، وفي ثنايا ذلك ما يجب أن يتمثل به أبناء الوطن من سلوك، يعكس مدى استشعارهم لعظم هذه الرسالة، كأبناء وطن على ثراه مكة، والمدينة، والمشاعر المقدسة، وعليه فموجز ما يجب على أبناء الوطن تجاه ذلك لقب (خادم الحرمين الشريفين)، الذي آثره قادة هذه البلاد المباركة على كل الألقاب، ومن ذلك نستلهم كل معاني المسؤولية تجاه ضيوف الرحمن، وفادة، وسلوكاً.

* وعن أصالة العربي تاريخاً، ولغة، فقد ضرب ابن الفيصل أروع الأمثلة في ذلك، فمن فصاحة لسانه، وبلاغة كلماته، وعمق خطاباته، وتكرار تأكيده على وجوب الالتزام باللغة العربية (الفصحى)، ما يؤكد أن الحاضر بكل ما يحمله من تقنيات، وسباق محموم في ميدان الابتكارات، والاختراعات، أبداً لا يجب أن يفرض علينا الانسلاخ من هويتنا، والاعتزاز بلغتنا، بل نواكب كل ذلك بثبات المفاخر بتاريخ أمته، المعتز بفرادة، ومفردات لغته.


* وعن الوطنية: ففي خالد الفيصل تتجلى كل معانيها الصادقة المخلصة، الوطنية التي تُشع حروفاً كبريق الألماس، مدادها الفخر بهذا الوطن، قِيَمه، وقيادته، وإنسانه، فما من لقاء أو كلمة إلَّا ونلمس منه ذلك التذكير بما يجب علينا تجاه وطن قال في خدمته: أبا أخدمه بالقلب والعقل والكف... وأبا أكتبه حي ويبقى وأنا ميت، وطن سؤال الحب وجوابه: وشلون ما أحبه وهو ناهي الوصف.. لو قلت ما مثله فأنا ما تماديت.

* وفي الإدارة، وصورة المسؤول الأنموذج، فقد أتعب خالد الفيصل مَن بعده، يتحدث بذلك عُمْرٌ من العمل الإداري الناجح، الذي ترك فيه مستشار خادم الحرمين الشريفين ومازال الحديث للمنجز، فكان هو الحديث الأجمل، وكان هو الرمز الذي يتجلى في مشوار عطائه الفرق -حد الشمس في رابعة النهار- بين المدير في منظومة العمل، والقائد.

* هكذا قرأت خالد الفيصل، وفي خلد حرفي الكثير مما يُفترض أن يُقال إنصافاً لهذا الأمير الرمز، الذي أثق أنه سمع من نسق هذا الثناء المستحق الكثير، وإن من الواجب على حرفي البسيط أن يحضر في ذات موقف الإنصاف، ولسان حاله: إن لم أحضر حيث خالد الفيصل فمن؟! وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!