عام الحصاد الثقافي السعودي

الثقافة والإرث الحضاري الإنساني دومًا يشكلان علامة فارقة في حياة الشعوب، الحضارات البشرية المتعاقبة والمكتسبات الإبداعية الناتجة عن عطاء الإنسان في كل حقبة زمنية وصلت إلينا آثارهم ومنتجاتهم وإبداعاتهم لأن هناك من تكفل برعاية هذا الإرث الثقافي والحضاري بكل فروعه وألوانه المختلفة.

نحن في أرض الحضارات، وطن الأمجاد الخالد، أُعلن عن رؤية طموحة لوزارة الثقافة وانطلقت بقوة في بداية عام 2019م ورسمت صورة مشرقة جديدة للثقافة السعودية بمنهجية مؤسسية يقودها شاب طموح سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود والذي يشارك شباب وفتيات الوطن حصد منجزات الرؤية وتسطير علامات فارقة في محطات ثقافية ثرية تليق بمكانة السعودية العظمى في عهد الملك سلمان وتواكب الرؤية وتطلعات عرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

تابعنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي تغريدة سمو وزير الثقافة والتي استقطبت اهتمام أبناء وبنات الوطن عندما قال (التعليم أولاً.. التعليم أخيرًا) فكان الترقب للحدث الذي انتظره الكثير من الطلاب والطالبات وترقب إعلان مبادرة الابتعاث الثقافي لتكون بذرة أولى لحصاد ثقافي متميز فالتعليم هو الأساس وعليه تعقد الآمال وها هو أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخ المملكة يقدم فرصًا نوعية لدراسة الثقافة والفنون في أبرز الجامعات العالمية والذي يدعم ثلاث مسارات منها الطلاب والطالبات الدارسون حاليًا على حسابهم الخاص حيث سيتم ضمهم الى البرنامج، والثاني يشمل من تقدم مسبقًا لطلبات الابتعاث ولديهم قبول من الجامعات المعتمدة وسيتم ابتعاثهم عام 2020، والمسار الثالث يشمل من يرغب بتقديم طلب جديد للانضمام للبرنامج.. ومن أبرز التخصصات الدراسية: الموسيقى، المسرح، الفنون البصرية، علم الآثار، الآداب، صناعة الأفلام، فنون الطهي، التصميم، فنون العمارة.. وستشمل الدراسة مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.

هنيئًا للوطن ولشبابه وفتياته بالمستقبل الأجمل الذي ينتظرهم وما أروع أن تكون أيامنا القادمة عامرة بالمنجزات الحضارية والثقافية التي ستخلد هذه الفترة والمرحلة التاريخية من عمر السعودية ونحن في عام التحول الوطني 2020، ومازال في جعبة وزارة الثقافة الكثير وبشارات ننتظرها بكل شغف لكل من يهوى ويعشق الفكر والثقافة والفن ونحن مقبلون على نقل نشاط التراث الوطني -من حيث المبدأ- من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة الثقافة وفق ما ورد في وكالة الأنباء السعودية من قرار مجلس الوزراء.

الأحلام تتحول إلى حقيقة بهمم عالية من أبناء وبنات الوطن يرسمون بريشة خضراء على سجلات الوطن البيضاء أجمل لوحات الفن ويعزفون أجمل المقاطع الموسيقية يترنمون بحب الوطن الذي يجري في عروقهم وينطلقون الى كل بقاع العالم بفكرهم وهويتهم السعودية ويشاركون في صناعة الحضارة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.