الفكر الإستراتيجي للأوقاف الجامعية

في عالمنا الإسلامي من البديهي جداً أن تكون شعيرة الوقف تهدف للوصول إلى مشاريع وقفية سليمة من الناحية الشرعية فضلاً عن الجدوى منها. العقود الأخيرة شهدت تطوراً بشرياً وإنسانياً في المجالات الوقفية من قبل الجهات الحكومية والأهلية في العالم، وقد آن الأوان للاستفادة من هذه التجارب والدراسات والبحوث العلمية. قبل ثمانية عشر شهراً قامت لجنة الأوقاف بغرفة المنطقة الشرقية بزيارة المؤسسات الوقفية في المملكة المتحدة واختارت لندن كنموذج عريق في مجال العمل الوقفي وتشريعاته وإدارة مؤسساته، ولقد ضاعف من حجم الاستفادة من هذه الزيارة الموفقة تنوع الجهات المُزارة من حيث أنظمتها وأنشطتها، تمثلت بجهات وقفية عائلية وزيارة شخصيات متخصصة في الأوقاف، ومراكز بحثية وأكاديمية تعنى بالجوانب الوقفية، ثم ختمت بلقاءات متخصصة بالاستثمار للجهات الوقفية. اليوم تبدو الحاجة أكبر من أي وقت مضى للجامعات السعودية وغيرها من المؤسسات للتعمق بحرفية في صناعة الأنظمة الوقفية، ولدينا جهات أعانت جهات عديدة في أنظمتها الوقفية منها سدكو كابيتال وشركة راشد الهزاع وعبدالله اليحيى ومكتب الريادة الحديث وغيرها، استفادت منها عدة جهات منها أوقاف الراجحي، جامعة أم القرى، وقف الملك عبدالله لوالديه، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وغيرهم.

وغيرهم من الخبراء في تنمية أصول الوقف من عقارات أو مزارع أو شركات أو أفراد أو أسهم أو غير ذلك. لكل حقبة زمنية مزاياها الاستثمارية وكانت استثمارات الأوقاف والجامعية منها تنحصر بين الأسهم والسندات وعندما نما حجم أوقاف الجامعات ظهرت الحاجة الى إدارة مستقلة لاستثمارات الأوقاف تلبي المتغيرات الاقتصادية والسوقية وتديرها بشكل أكثر احترافية لما للأوقاف من أهمية بالغة للجامعات لأنها تدعم استقلاليتها ونمو عملياتها التشغيلية للوصول الى جودة العملية التعليمية. وتعد جامعة هارفارد الأمريكية متميزة في استثمارات أوقافها حيث تبلغ ستة وثلاثين مليار دولار، يليها جامعة يل بخمسة وعشرين ملياراً، يليها جامعة تكساس بأربعة وعشرين ملياراً وتتدرج حتى الترتيب العاشر في الأوقاف الجامعية حيث تصل جامعة بنسلفانيا وجامعة ميتشيجن بما يقترب من عشرة مليارات وقفية لكل منهما ويبلغ متوسط معدل النمو السنوي لأكبر عشرة صناديق وقفية جامعة أمريكية 6,8 % متأثرة بالأزمة المالية العالمية التي وقعت في 2006 .


ودون الخوض في أي تفاصيل للأزمة فإن الجامعات تهدف في نهاية المطاف إلى تعزيز الاستدامة للاستمرار في رسالتها الكبرى القائمة على التدريس الجامعي والبحث العلمي وخدمة المجتمع.. وللحديث بقية.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»