بلادنا ليستْ مُتَّهمةً لنستورد صكَّ براءتها!

* أنظمة (المملكة العربية السعودية)، وقراراتها وسياساتها وعلاقاتها الخارجية تنطلقُ مِـن مسَلّمَاتِ وثَوابت في مقدمتها وأهمها (كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم)، ثم إرثها الثقافي والتاريخي، ومكانتها الإسلامية، وهناك حكمة قَادتها وإيمانهم بعدم التدخل في الشؤون الخاصة للدّول، وفي الوقت نفسه حرصهم على جَمْع كلمة أشقائهم العرب والمسلمين وتوحيد صفوفهم، وسعيهم كذلك في تحقيق التعايش والتكامل بين شعوب الأرض على مختلف دياناتهم وثقافاتهم.

* تلك الثَّوابت والمنطلقات التي يُضاف لها بالطبع استقلالية صوت المملكة وقرارها، وحَقُّها في بحثها عن صالحها من غير ضُغوط أو تَدخُّلٍ من أحد، ودون التعدي على حقوق غيرها، تضمنُ مشروعية وسلامَـة وعدالة أيّ قرار أو موقف يصدر عنها أو تَتَبنّاه، سواء في محيطها الداخلي أو فضائها العالمي.


* ولكن ما أَلْحَظُه منذ سنوات أنه عندما يصدر من (حكومتنا الرشيدة) قرار أو موقف، لاسيما إنْ كان له ارتباط بقضية أو جهة أو رأَي عام خارج حدودنا إلا وتسابقت بعض وسائل ومنَصّـات إعلامنا إلى وَضْع ذلك القرار أو الموقف -بِـحُـسْــن نِــيّــةٍ ودون قَـصْــد- في قفص الاتهام؛ حيث مباشرة تُهرول لاستيراد ما يُؤكّدُ مصداقيته وصَوابَه، وحُسْـن تَوْقِيْتِه، وذلك في صورة شهادات أو تصريحات، اللافت فيها أنّ كلماتهم مُعلبَة، وقوالبها متشابهة، أما السبب فتكرار الأسماء التي تنطق بها مهما تنوعت القضايا والموضوعات، والتي قد تكون فردية لعلماء أو مثقفين، أو لِهيئات أو جمعيات علمية من هذا البلد أو ذاك.

* ومع التقدير لشخوص كُلِّ أولئك وفضلهم، والاعتزاز بآرائهم، لكن معظمهم لايقفون على أرض صلبة من الشعبية في دولهم ومجتمعاتهم، وبالتالي فأطروحاتهم ليس لها لها تأثيرٌ إيجابي، فضلاً على أنها تُنشرُ فقط في ساحة إعلامنا الداخلي، فكأنها موجهة للسعوديين مع أنهم يُؤمنون بكل ما تتخذه بلادهم، وهم جنودٌ لرفع رايتها.


* ولعل أقرب الأمثلة في هذا الإطار (قرار الإيقاف المؤقت للعمرة بسبب «فيروس كورونا»)؛ فطائفة من أدوات إعلامنا وَاكَبَتُه بالأسلوب نفسه؛ مع أن مقاصده الشّرعيّة واضحة، وأهميته في المحافظة على الأرواح ليس في السعودية فقط بل في دول العَالَم حيث يعيش المسلمون، لاتحتاج إلى بُرهَـان.

* وهنا ما أرجوه أن تتغير سياسة إعلامنا الخارجي وخِطَابهُ عند عرضه ومتابعته لقرارات ومواقف (وطننا) فهي ليست في دائرة الاتهام؛ ليُبْحَثَ لها عن شهود يمنحونها صَكّ البراءة، بل هي نابعة من عقيدة راسخة وثوابت صادقة، ولمصالح بَيّنَة، فإيصالها إعلامياً للآخر يتطلب فقط وضعها في محتوى مناسب، يشرح التفاصيل والدوافع بإيجاز، وبأسلوب بسيط يهتم بكل الأطياف، على أن يكون في قالب حديث وجذّاب، والأهم ترجمته بعدة لغات أو دبلجته، ومن ثم العمل على نشره في كبريات وسائل الإعلام الأكثر متابعة لدى شعوب الدول المعنية بالقرارات أو المواقف؛ ليعرفوا الحقائق، فلا يكونوا فريسة لكل حاقد ناعِق.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني