هناك من لا يستحق الصداقة

الناس ليسوا كأسنان المشط في الحياة والتصرفات والصداقات والإنسانيات، بل بعضهم سنه مدبب وشوكي ومؤذٍ، بينما يتمتع البعض الآخر بأن سنه مسطح وناعم ومحسن وإنسان، تمر الصداقات بين الناس بشيء من هذا القبيل فهناك من تعتقد أنه صديق وتتعامل معه على أنه ذخر لك في الحياة وإنسان يقدر معاني الصداقة ثم تكتشف أنه لا يليق به أن يكون صديقًا فبمجرد أن تنتهي به أمور المنفعة وتنقضي حاجته يغدو إنسانًا آخر كأن لم تجمعك به صداقة، وهناك من الأصدقاء من يصحبك العمر كله لكنه صديق مغشوش لا يصدقك القول والفعل، وهناك من الأصدقاء من هو سلبي ينفث إليك دائمًا كل ما يتسبب في إعاقة حياتك ويكون سببًا في إخفاقك وعدم نجاحك، وهناك من الأصدقاء من يؤذيك في غيبتك ويطعن في ظهرك، وهناك من الأصدقاء من لا يهمه أمرك، إن حضرت ياورد سهرنا عليك وإن غبت يا ورد لا حسف عليك، بهذا التنوع الرديء من الصداقات على الإنسان أن يغلق باب الصداقة لانه لا نوع من الأنواع السابقة يستحق أن يكون صديقًا.

إن هناك أنواعًا أردأ كثيرًا في الصداقات مما ذكر أعلاه وهو بما يعرف بأصدقاء السوء الذين يسحبون من خلال صداقتهم أصدقاءهم إلى الهاوية خاصة الذين تصنع منهم الشللية أصدقاء يقودون إلى المخدرات والإجرام وبحد أدنى الذين يسهرون لضياع الوقت والعمر والحياة على حساب شيء من أوامر الله كالصلاة وخدمة الوالدين والعناية بهما ويبقى الخل الوفي (الصديق الصدوق الصادق) موجود لكنه نادر كالعملة النادرة تمامًا أو كالذهب الخالص الذي يسلم من الغش لكن أكاد أجزم أن الأجيال التي قبلنا كانت تتمتع بالصداقة فيما بينها بدرجة عالية والصديق عندهم أخ وقريب وابن بيت بعكس اليوم فالصداقات تقوم على المصلحة وملء الفراغ وتعاني من غياب المعنى الحقيقي للصداقة كما أن حقيقة الصداقة اليوم بين الناس تعاني من هشاشة كبيرة في العلاقة الصادقة وانيميا حادة في الفزعة والمساعدة عند الحاجة وتكسر في الكرات الحمراء المكونة للصحبة والصداقة لذلك كان التوجيه النبوي بقوله عليه السلام: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، وأعز شيء عند الإنسان دينه، ولقد رأيت بأم عيني شابًا مسلمًا من أصدقائي في أوروبا تحول نصرانيًا بسبب الصداقة، لذلك يجب الانتباه لصغار السن وغير المحصنين بالثقافة وتجارب الحياة يجب أن يكونوا على حذر ومن كان صديقًا في الدنيا وكان سببًا في ابعاد صديقه عن دينه ويورده المهالك والبعد عن الله فانه يكون عدوًا له يوم القيامة كما قال تعالى (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، ومن هنا يجب الالتفات الى صداقات الأبناء والبنات مع غيرهم من الأصدقاء والصديقات حيث يجب أن يتوخى فيه معاير عالية الجودة حتى لا يندم الأباء والأمهات وطبيعي جدًا بالنسبة للمراهقين والمراهقات أن يكون هناك توجيه ودراية ومعرفة بمن يصادقون لأن الصاحب ساحب ولأن إعطاء الثقة المطلقة مع قلة الخبرة الحياتية تجعلهم يتعرضون إلى تجارب قاسية ومريرة لأنه هناك فعلاً من لا يستحق الصداقة ويبقى عكس العنوان هل هناك من يستحقون الصحبة والصداقة ومن هم وأين يوجدون وماهي صفاتهم؟ هذا ما سنذكره في مقالة أخرى.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»