اكتشاف وصناعة المبدع!!

ليست الحقيقةُ هي الحقائقَ!

فالحقائقُ معلوماتُ صحيحةُ ثابتةُ صَلبةُ... والحقيقةُ هي الصورةُ الكُلِيَّةُ الناشئةُ عن ترتيبِ الحقائقِ الكاملةِ بصورةٍ صحيحةٍ.


قد يمتلكُ الإنسانُ الحقائقَ دونَ أن يصلَ إلى الحقيقةِ؛ لأنّه ببساطةٍ لم يُحْسِنْ ترتيبَها، ولا نظمها.

وحين يمتلكُ الإنسانُ القُدرةَ على تمحيص الحقائقِ، ثم ترتيبِها على الوجهِ الصَّحيحِ فإنَّه حينئذٍ يصلُ إلى (الحقيقةِ).


وحينَ يمتلكُ -فوق هذا- القدرةَ على تقليبِ النَّظرِ في الحقيقةِ ليَرَى زواياها التي لم يَرها سواهُ فإنَّه حينئذٍ يصلُ إلى مرحلةِ (الإبداعِ).

فالإبداعُ في حقيقتِهِ أن ترى ما لم يرهُ سواكَ، ويَنْبَني عليه أن تَفعلَ ما لم يَفْعلْهُ سواكَ.

وتتَّضحُ من كلِ ما سبقَ أنّْ (المبدعَ) يتعامل مع ما هو (معلومُ) ليُنتجَ ما ليس (معلوماً)، إنَّه يتناولُ ما بين يديِ الناسِ فيصنعُ منه ما لم يكنْ من قبلُ بين أيديهم، وإن شئتَ فقلْ: إنَّه ينظرُ إلى ما يراهُ الناسُ، فيبصرُ فيه ما لم يروه!

بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية دولة فتية نسبة الشباب فيها تفوق 70%

، مبدعون يلقون الدعم والتشجيع، فقط يحتاجون إلى التوجيه والخبرة، وهذه قوة لا يملكها الكثير من المجتمعات.

لسنا بصددِ مناقشةِ فلسفةِ الإبداعِ.. ولكنَّ السؤال الذي يهمُّ كلَّ مؤسسةٍ تعليميةٍ أو تربويةٍ هو: كيفَ لنا أن نكتشف هذا المبدع؟ وكيف نصنعُهُ؟ ُ

وعندي قناعةُ كبيرةُ بأن المؤسسات التعليمية السعودية بما لديها من إمكانيات وكفاءات أكاديمية مؤهلة ودعم حكومي لا محدود يمكنها تحقيق هذين الأمرين: الاكتشافِ والصناعةِ.

وبذلك تتحول المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ريادية تتمكن من تحويل أبحاثها إلى أفكار إبداعية ثم منتجات تسوق إلى ما يسمَّى التحول التجاري للابتكار.

قال تعالى في سورة الكهف: «إنهم فِتيةُ آمنوا بربهم وزدناهم هدى».

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»