لماذا لا أتعلّم؟!

* أنا أعرف المعلومة مُسبقاً، وفهمتها جيّدا، وتأكدتُ منها بمجرّد قراءتها من مصدر معيـّن، أو من خلال شخصٍ أو مجموعة أشخاص، ولا أحتاجُ إلى مراجعتها.

* أنا أقرأ بهدف الشّعور بالفخر عن طريق التعبير عمّا أعرفه بحذلقة، وليس من أجل المعرفة ذاتها، كاستعمال كلمة «أجنبية» أو علْمية، لا يفهمها الآخرون بسهولة.


* يصعبُ عليّ قولي: «لا أعلم، وأحتاج أن أعود لك بعد التحقق من المعلومة بشكلٍ صحيح من عدة مصادر موثوقة»، فمكانتي وغروري الذّاتي لا يسمحان لي بقول ذلك.

* أنا أحب الوجاهةَ الاجتماعية والمكانة الافتراضية والإعلام الحديث، أكثر من شغفي بالبحث والقراءة والاطلاع، بحيث يضطرني في كثير من الأحيان إلى التمسّك بوهم المعرفة.


* أنا إنسانٌ متعصّب، واقعٌ في فخّ الأدلجةِ الفكرية، والأفكارِ النّمطية، ورفضِ الاطلاع والقراءة أو حتى مناقشة بعض الأفكار التي تعلّمتها في مُجتمعي دون دلائل واضحة مفهومة.

* أنا شخصٌ لم أتعلّم فنّ الحوار، جاهلٌ بأصول نقاش الفكرة دون التعرّض للشّخص أو نسبهِ أو عِرْضه أو لونه، ودون إمساك لساني عن البذاءة والوقاحة والقدْح الشّخصي.

* أنا طالبٌ تعلّمت في بيئة دراسيةٍ خاملةٍ ذهنياً، تعتمدُ التلقين والنقل والحفظ أسلوباً تعليمياً، وتفتقرُ للبهجة، ولا تشجّع على القراءة الحرّة وإجراء البحوث العلمية، ولا تربط بين المقرّرات التعليمية، وواقع الحياة ومُقتضيات العيش.

* أنا واثقٌ من صحّة ثقافتي الموروثة، ولذلك أبحث دوماً عن المعلومة التي أستريحُ لها، وتتماشى مع ثقافتي وميولي وأفكاري ومعتقداتي، وأرفضُ غيرها مهما كان كمّ الدلائل العلمية عليها.

* لديّ خوفٌ دفين، فقد تربّيت على الخوف من استعمال عقلي أو التجرّؤ على الاستقلال بفكري، والخوف من المختلفـن الأغراب، لأني تعلّمتُ أنّ هدفهم في حياتهم، مُحاولة تشويه معتقداتي والتآمر على مُسلّماتي.

* أحيطُ نفسي دوماً بالأغبياء، وأحرص على عدم الاختلاطِ بالأذكياء وأصحابِ الفكر والمعرفة، فالأغبياء أمثالي، يعطونني انطباعاً جيّدا عن نفسي، واحتراماً كاذباً لشخصي ومعلوماتي، فلا أحد منهم يُصحّح لي خطأي أو يُحرجني.

* لديّ كثيرٌ من الأموال والموروثات والمكتسبات التي تجلبُ لي الوجاهةَ الاجتماعية، والاكتفاء المادي والتحكّم في مصائر كثيـر من الناس، فما الداعي لكي أرهق نفسي في تعلّم الجديد؟!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»