طريف وثانوية أحد

رحم الله العزيز الغائب الدكتور عاصم حمدان الذي لو كان موجودًا لكان أول من بادر في نعي السيد طريف هاشم، لعلمي به أنه ممن له صلة قوية بآل هاشم، وكان ممن يحرص على المودة لذوي القربي من آل البيت، وكان -رحمه الله تعالى- يسامرني الحديث دائمًا عن المدينة وآثارها وأهلها في زمن الطيبين، وما من كتاب إلا ويهديه لي، وأنا ممنون له بايقاد مشاعري نحو المدينة التي ولدت بها وتربيت، وبها أحبابي وأقاربي وأصدقائي وزملائي، وفِي تربة بقيعها أبي وأمي وأعمامي وعمتي وأخ لي وأختان وأقارب وزملاء دراسة.

عند بداية حياتي الدراسية التحقت بمدرسة النجاح النموذجية في المدينة المنورة وكانت لصيقة لمسجد السبق في العطن وشيئًا مما أذكره في هذه المدرسة العريقة مسرحها الذي كان ينبض بالحيوية، والمقصف الذي كان يقوم عليه حجي أحمد وغرفة الاسعاف المسؤول عنها الأستاذ بكر قاضي، وكان ابنه خالد يدرس معنا، وحارسها العم مدني.


لقد كان السيد طريف -رحمه الله تعالى- مولع بالرياضة منذ المرحلة الابتدائية، وتأكد ولعه ونشاطه في ثانوية أحد، وكان من الدفعة التي قبلنا فيها هو ووائل جليدان وعمر أبو الخير -رحمه الله تعالى-، كان نجمًا رياضيًا في الثانوية في الطائرة والسلة من بين كوكبة من الرياضيين منهم يوسف حكيم وعادل مهورجي ومحمد بهاء وجمال خليفة وعبدالله زللي وعبدالله مهل وخالد شاهين وحسين نجم الدين وحمد العويد وعبدالرحمن الأحمدي، وكان المدرب فيما اتذكر الأستاذ عبدالفتاح قطيم -رحمه الله-، وبعده الأستاذ محمد العجمي، ولغيابي عن المدينة لدراستي في جدة ومن ثم الابتعاث والسفر والزواج والوظيفة، وانشغال كل زميل بحياته فان ذلك لم يتح الفرصة كثيرًا بالتلاقي إلا مع دفعتي من قروب ثانوية أحد، ولكن وفاة السيد طريف جعلت بعض الزملاء يتواصلون ويعزون بعضهم فيه.

ومن ما ذكرته للزملاء عن طريف انه شبيه أبيه إن لم يكن نسخة منه في أداء الموشحات والمدائح النبوية، مما ينمي عن جانب روحاني عاطفي لديه وتعلق بالله، ولَم يكن طريف شبيه أبيه صوتًا فقط إنما كذلك شكلا وهندامًا، وعلى ذكر الهندام والاهتمام بالهيئة فقد كان الزميلان سهل حفظي وفهد العساف يتهندمان في مرحلة الثانوية وكذلك الزميلان محمد ناجي كردي وحاتم بري يفعلان، أما صديق العمر السيد أسامة خليفة يذكرني بلبسه وهيئته المتهندمة والده السيد أحمد الذي كان يتخذ من مكانه في نهاية الحرم القديم موقعًا للفطور في رمضان.


ان مما يذكر عن السيد طريف رحمه الله تعالى ان له أيادي بيضاء في مساعدة المحتاجين من الأرامل والأيتام والفقراء، ويقوم بأداء ذلك بنفسه كما أخبرنا بذلك زميلنا وصديقه الأستاذ أحمد نور بخش، وعرف عنه اتقاده ونشاطه في المجتمع المدني إداريًا وخيريًا..

رحم الله زميلنا السيد طريف رحمة واسعة والعزاء لآل هاشم خاصة والدته وأخيه طلال وذريته وزوجته وكل أقاربه وزملائه وأصدقائه وجيرانه، وهذا طريق الجميع، نسأل الله أن يرزقنا حسن الختام.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»