العنب الحامض

يخرج الأب مع ابنه من المسجد بعد أداء الصلاة..

بائعو الفاكهة كل منهم يعرض بضاعته..


ويصيح مغازلاً بكلمات..

تطرب صاحبها..


وتغمز مشتريها..

دواوير تحمل فواكه متشابهة.. تتناسب والموسم..

مثلاً.. أحدهم يقول بصوت جميل.. يستدعي زبائنه بعذوبة صوته وخفة ظله وفطرته..

«تباسي الرز تجلي الهم عن كبدي.. وكثر الأيادي على الصحون تغمني.. يا ليل.. يا ليل..»

قال الابن.. اشتر لنا عنباً يا أبي..

اقترب الاثنان.. وعرفا أن سعر الأقة.. نصف ﷼..

قال الأب.. إنه غالي السعر..

*** ***

«بعدها بأسبوعين.. يتكرر المنظر»..

ويقول الأب.. لنشتر عنباً..

فوجدا سعر الأقة بريال ونصف..

اشترى الأب العنب..

*** ***

سأل الابن أباه.. قبل أسبوعين.. كان سعر العنب بنصف ﷼

.. فقلت أنه غالي السعر.. واليوم اشتريته بريال ونصف!!..

قال الأب.. يا بني.. ذلك اليوم لم يكن عندي.. فكان غالياً.. وعندما أصبح عندي أضحى رخيصاً..

*** ***

يا بني..

إن العفاف يغني عن الرغبة.. والمال يحققها.. لقد رأيت رغبتك.. وعملت لتحويل دمعتك إلى ابتسامة..

*** ***

يا بني..

إياك وذل الرغبات.. فإنها شهوة.. تفضي بصاحبها إلى مسالك الشر..

واعلم أن النعمة لا تدوم.. وأن النقمة لا تبقى..

فيوم أن تكون نعمتك.. بر نفسك وأولادك.. ومن حولك..

ويوم النقمة.. عف نفسك عن الذل..

واعرف بيقين.. أن العنب كان حامضاً..

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!