الملكة عفت.. والوعي المبكر

أكتب اليوم عن إحدى نساء بلادي، حيث بكارة الحضور الأنثوي المؤثر في تاريخنا المجيد.. فلقد وهبت حياتها للتعليم، وبرعت في ذلك كثيرًا، إنها الملكة عفت الثنيان التي عرفتها وأنا في صفوف الدراسة، كانت تجسد التواضع في أكمل صوره الإيجابية والتربوية، لا يشبهها أحد، حين يعرفها كل أحد، كنجمة منقوشة على جدار القمر، فنحن اليوم نعيش حصاد أعمالها في مدراس دار الحنان وجامعة الملكة عفت، لتعانقك سيرتها كحفنة من التبر، كرحيق الورد على شفاة براعمه، كلماتها خالدة بيننا، وكل كلمة منها تحرك الموج الداخلي فينا، كانت رحمها الله تفتنك وهي تتحدث عن شغفها في التعليم الذي أنجب اليوم عالمات متخصصات وطبيبات ماهرات ساهمن في رفع تنمية الخدمات الوطنية بالسعودية، وقد سعت رحمها الله على أن يكون الاهتمام في التعليم منصباً على جودة التدريس والمخرجات فأدخلت لذلك الأنشطة التربوية إلى جانب البرامج التعليمية حتى غدت دار الحنان أول مدارس البنات السعودية التي تقدم الأنشطة الثقافية والإعلامية والتربية البدنية والرياضية للبنات.

رحلت الملكة عفت الثنيان، بعد أن اجتهدت في الأمانة التي آمنت بها، وها أنا اليوم أزور جامعة عفت الأهلية التي تتلقى حفيدتي التعليم فيها فأردد كم أنت كريمة أيتها (العفة) حيث يتغلغل الماضي ويختلط بالحاضر الذي نراه، فتفترّ حقول السنين، بخريجات دار الحنان وجامعة عفت لهذا لم يكن غريبًا أن يكرس أبناؤها حياتهم لنشر العلم والاستثمار في التعليم.. من مثل مدراس وجامعات الفيصل في الرياض، ثم مدارس المنارات الدولية والمدرسة الفيصلية في مدينة الخبر، إذ قام أبناؤها الذكور مجتمعين بافتتاح مدارس وجامعة الملك فيصل في الرياض.. وهكذا رحلت الملكة عفت لتترك لنا حلمًا تحقق، وحاضرًا سعت إليه منذ البدء بوعي وطني كبير.. رحم الله الملكة عفت وجزاها عنا خير الجزاء نظير ما قدمته لبلادها من علم نافع عملت وثابرت عليه.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»