أطياف ورؤية 2030

بعض الأحداث تتوافق بشكل مفاجئ دون أن نجد سببًا مباشرًا للأمر، هذه هي الصدفة، وهي مجموعة من الاحتمالات الرياضية والأبعاد النفسية، تجمع حدثين يحملان ذات المعنى دون أن يكون هناك سبب منطقي لاجتماعها في ذات الزمان والمكان ليتشكل حدث جديد!

في اليوم الذي كانت تحتفل به بلادنا بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية المملكة ٢٠٣٠، كانت إحدى القنوات تُعيد بث حلقة تلفزيونية لي تحدثت فيها عن الرؤية وتمكين المرأة وحقوقها التي حصلت عليها، وكنت أخطط لكتابة مقال عن المرأة السعودية والثقة التي اكتسبتها عن طريق الرؤية ومبادراتها والتشريعات التي كانت سببًا في منحها الكثير من المكتسبات لتكون شريكًا فاعلًا في الوطن.


في مساء ذلك اليوم كان طريق (خريص) مزدحمًا بما يكفي لأن تكتب معلقة وأنت تنتظر التقدم لأمتار قليلة، ولأنها الصدفة التي تتوافق وتحمل ذات المعنى موجودة فحصل الشيء المتوقع دائمًا، حصل حادث سير وكنا في ثلاث سيارات، شاب سعودي كان دمث الخُلق، لكن الزحام والحادث دفعاه للصمت أكثر، فيما كانت السيارة الأخرى لشابة سعودية، بسرعة ترجلت من سيارتها وبخُطى واثقة اطمأنت على صحتنا، وبهدوء طلبت توثيق الحادث، وبهدوء أكبر قالت للشاب (الأمر بسيط إن شاء الله)..

غادرنا مكان الحادث لكن هذه الصدفة لم تغادرني أبدًا..


في اليوم الذي تحتفل به بلادنا بهذه الرؤية التي صنعت كل هذا التغيير الإيجابي، تأتي الصُدفة بشابة سعودية، لتتحدث بثقة، في طريق مُزدحم، لتطمئن أولًا وتوثق ثانيًا، ثم تُغادر بهدوء دون أن نرى خزعبلات الصحويين التي كانوا يخوفون الناس بها، حتى حولوا المرأة لشيء لا قيمة له، مجرد شبح يسكن بيت في انتظار الموت حتى لا تلتهمه الذئاب..

النُبل والكرم والشجاعة والثقة كل هذه الصفات كانت تتمثل بها هذه الشابة، وفي ليلة وطنية بامتياز وكأنها رسالة ليعرف الجميع أن المرأة السعودية تستحق كل التمكين الذي حصلت عليه، وقبل المغادرة كان واجبًا ولزامًا عليّ أن أسألها من أنتِ، وأنا الذي اعتدت كلمة شكرًا لمن يستحقها، قالت أطياف الإبراهيم..

أطياف نموذج للشابة السعودية التي تعرف أن بلادها ومجتمعها حصنها الحصين، لا شيء يدعو للقلق والخوف، ترجلت وتعاملت مع الأمر بهدوء، وثقة، وحُسن خُلق، لتتحقق كلمات سمو ولي العهد بأن «الشباب هم الطاقة والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية».

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني