رمضان يهدينا إلى الصراط المستقيم

يعتقد الكثير من أفراد المجتمعات الإسلامية أن رمضان فرض للامتناع عن أكل الطعام وشرب الماء فقط لذا تراهم يفعلون ذلك بحرص شديد لكنهم في المقابل يتغافلون عن ممارسة القيم الفاضلة كالتكافل والتراحم والتواد والتعاون والتسامح بين أفراد المجتمع وتجدهم يمارسون السلوكات المنحرفة كالكذب والنفاق وإخلاف الوعد والنميمة والغيبة والبهتان ولا يحسنون أداء عملهم ويهملون واجباتهم نحوه وحتى صلاتهم يؤخرونها عن وقتها إما بالنوم أو التساهل ولمثل هؤلاء أقول: إن شهر رمضان الكريم أسمى من ذلك بكثير فهو لتعزيز القيم الفاضلة والسلوكات الحميدة لتكون سلوك حياة يُمارس كل أيام العام وفرض لنبذ الخلاف والتشاحن والعداوات ونشر العدل والمحبة والتعاون والتكافل ونبذ التكفير، والتحريم دون دليل،وفي جانب آخر نرى البعض من القائمين على المساجد يحرصون على رفع أصوات مكبرات الصوت، وتناسى هؤلاء قول الله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وهم يعلمون أن الاستماع والإنصات حتماً لن يتحقق لمن هو خارج المسجد بالإضافة الى ما سيترتب على ذلك من تشويش داخل البيوت المجاورة كما تناسوا قول الله تعالى (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا) وفي جانب الدعاء في الصلاة وما يقوم به الكثير من صياح مبالغ فيه وتناسىوا أنهم يخاطبون رب العالمين الذي يسمع دبيب النمل على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجهنا بدعاء مختصر يجمع خيري الدنيا والآخرة وهو (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني)

وفي جانب آخر من السلوكيات الاجتماعية المغلوطة نجد تلك المبالغات غير المحمودة في المشتروات الرمضانية وفي إعداد الموائد التي قد يذهب الكثير منها إلى مرمى النفايات.


وفي جانب غير محمود نجد أن البعض من الميسورين يحول باب منزله إلى مذلة يتجمع حولها الفقراء والمحتاجون عند تراكمهم حوله بينما كان الأجدر به أن يضع أسلوباً غير ذلك لحفظ كرامة وعزة أولئك المحتاجين.

أما القنوات التلفزيونية وللأسف الشديد فقد تحولت إلى ميدان لسباق المسلسلات الهائفة التافهةالتهريجية التي لا تحمل أي قيمة فاضلة وأي سلوك حسن.


ولا ننسى أيضاً ما يحدث في آخر هذا الشهر المبارك من إقبال مبالغ فيه على الشراء وما ينتج عن ذلك من فوضى وازدحام ومبالغة في الأسعار يستثمرها هوامير التجارة.

وختاماً نسأل الله الحي القيوم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الكريم وفي بقية الشهور، والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني