كتاب

شاهد على بيان (فكي) والاختراق الإسرائيلي لأفريقيا!

مضى بيان حكومة جنوب أفريقيا الخاص بالاحتجاج العلني على قبول منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي مرور الكرام أو اللئام دون أن نرى أو نسمع أو نشاهد أي رد فعل عربي أفريقي!، ربما كان ذلك وراء امتلائي بالرضا والفرح والفخر وأنا أقرأ ما سطره السفير المصري الأسبق في جيبوتي فرغلي طه معبراً عن ألمه وحزنه الشديد لما جرى ويجري. لاحظ هنا أنه سفير مصري كان في جيبوتي إحدى دول القرن الأفريقي ونقطة التماس مع أثيوبيا، ولاحظ أيضاً أنه عمل أيضاً في كينيا وتولى قسم شرق أفريقيا وحوض النيل!، وسجِّل معي أن سفراء مصريين من سلالة النبل الدبلوماسي في هذا الجيل لم يبخلوا بجهد أو بنصح محذرين من التوغل الإسرائيلي على حساب مكانة مصر والعرب الأفريقية.. عاينت ذلك وسجلته بنفسي مع سفراء مصر في أديس أبابا وفي جيبوتي وفي مقديشيو وفي نيروبي وفي كمبالا وفي بورندي. ربما كان هؤلاء السفراء ومازالوا أكثر المصريين حزناً وألماً ولوعة على ما جرى ويجري حتى وصلنا لمضايقة مصر ولا أقول محاولة خنقها بسد أثيوبيا. وأعود الى السفير فرغلي الذي أجرى قراءة واعية في بيان جنوب أفريقيا الذي أشار الى «القرار الانفرادى الذى اتخذه السيد موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى بقبول منح إسرائيل صفة مراقب فى الاتحاد الأفريقى، دون التشاور مع الدول الأعضاء!» ومن ثم فإن جنوب أفريقيا ترى ضرورة عرض هذا القرار على المجلس التنفيذى للاتحاد وعلى جمعيته العمومية لمناقشته، مؤكدة أنها ترفضه للأسباب الوجيهة التالية:

- الممارسات الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين


- إسرائيل ترفض حتى الآن الموافقة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ومتماسكة الأراضى.

ولمن يزايدون أو قد يتفلسفون يشير السفير بدقته المعهودة الى أن إسرائيل كانت لها صفة مراقب فى منظمة الوحدة الأفريقية حتى عام ٢٠٠٢، حين تمكن القذافي بضغوطه الأفريقية من إلغاء تلك الصفة.. ولأن لا شيء يخبو أو يزوي أو يموت عند اسرائيل على عكس العرب، فقد تسللت تدريجياً حين تمت دعوتها مرة تلو الأخرى كضيف لحضور الجلسات العامة للمنظمة، قبل أن يتم منحها تلك الصفة مع خرق واضح وهو عدم تصويت الدول أعضاء الاتحاد!!.


أخيراً يقول السفير فرغلي، وأردد معه: لاحظوا هنا التوقيت الذي جاء وكأنه مكافأة على وقوف اسرائيل مع إثيوبيا فى مسألة السد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

كنت أنهي، المقال عندما أرسل لي السفير النبيل بياناً آخر أكثر احتراماً وقوة، صادراً من دولة ناميبيا تعلن فيه رفضها للقرار، مؤكدة أن إسرائيل لن تحصل على صفة مراقب إلا اذا منحت الفلسطينيين حقهم فى دولة مستقلة .

ومن جانبي وبحكم اطلاعي على تحركات اسرائيل في أفريقيا، فضلاً عن تخصصي السابق في القرن الأفريقي حيث باتت إسرائيل تتحكم في كل شيء بدءاً من شبكات الري والزراعة الى مناجم المعادن وصولاً للسياحة ومن ثم السياسة. أخشي في حال الاستجابة لطلب جنوب أفريقيا بعرض الموضوع للتصويت أن تأتي النتيجة من الأطراف العربية المطبِّعة وغير المطبِّعة مخيبة للآمال!، بل إنني أخشى أن تتصدى دول عربية أفريقية مطبِّعة حديثاً مع اسرائيل لأي محاولة لتفتيت اللحمة الصهيونية الجديدة، ووقف قطار التنمية!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»