كتاب

نوادر النشر العلمي

أولت الأمم المتقدمة البحث العلمي الاهتمام البالغ، والرعاية المتميّزة لأنه سبيل التقدّم والرقيّ، وهو وسيلة اتخاذ القرارات السليمة في أيِّ مجال من مجالات الحياة. ولذلك تهتم الدول المتقدمة بالعقول البشرية التي تسهم في إثراء الحياة بالجديد والمفيد. وتدفع لرعاية البحث والابتكار والاختراعات النوعية مبالغ طائلة.

ونشأت لأجل ذلك مجلات متخصصة برز بعضها بروزًا واضحًا، وتخصَّص بعضها في علوم معيَّنة؛ على حين أنَّ بعضًا آخر أتاح الفرصة لأكثر من تخصّص. ومن أشهر المجلات العلمية التي تحتلُّ المراتب الأولى على مستوى أوعية النشر في العالم، مجلة الطبيعة (Nature) البريطانية؛ والتي نشرت لأول مرة في نوفمبر 1869م، ومن أهم اختصاصاتها الفيزياء والأحياء.


ومع هذه المكانة وتلك الشهرة فلم تسلم هذه المجلة من بعض الأخطاء التي تُعَدُّ من قبيل النادرة أو الطريفة، من ذلك: - العالِمَانِ بول ولوتربر (الأمريكي)، وبيتر مانسفيلد (البريطاني) قدَّما بحثًا مشتركًا بعنوان (استخدام الرنين المغناطيسي في التشخيص «MRI») لنشره في مجلة Nature لكنه لم يحظَ بالقبول بحجة ضعفه وتم نشره في مجله أخرى بعد 18 سنة، ونال العالمان جائزة نوبل على البحث نفسه في عام 2003 م.

- قدَّم العالم أنريكو فيرمي (الايطالي) بحثاً للنشر في مجلة Nature، وكان البحث بعنوان (تحلل الإشعاعات النووية بمرور الزمن) ولكنّ البحث رُفِضَ من قبل المجلة بحجة أنّ البحث أقرب للخيال من الواقع!.. وقام العالم بنشره في مجلة أخرى في عام 1943م. ويُعَدُّ هذا البحث في الوقت الحاضر من ركائز العلم النووي.


- طلب العالمان واتسون وكريرك (البريطانيان) نشر بحث في مجلة Nature، وكان أول بحث يتكلم عن الصبغة الجينية (DNA) والغريب أنَّه رُفِضَ نشره في المجلة، بل بلغ الأمر أنَّ البحث لم يُرْسَل حتى للمراجعة، واحتج العالمان، فأصبح الأمر قضية رأيٍ عامٍّ لعدم نشر بحثهما، ثم اتَّجها إلى نشر البحث المذكور في مجلة أخرى، وحصلا بالبحث نفسه على جائزة نوبل في عام 1962م.

حدث كل هذا لمجلة تُعَدُّ من أرقى مجلات النشر العلمي وأقواها في العالم، بل إنَّ فرصة النشر فيها تُعَدُّ فوزًا كبيرًا؛ إذْ لا يُنْشَرُ فيها إلا بمعدل بحث لكل ألف طلب نشر، علماً أن أغلب العلماء الذين حصلوا على جوائز عالمية مثل جائزة نوبل وغيرها كانت أبحاثهم قد نشرت في هذه المجلة. ولعل هذا يبعث الأمل عند الباحثين الذين تعاد أبحاثهم بسبب ملاحظات من المحكّمين ويكون دافعًا لهم لعدم الاستسلام والمحاولة أكثر من مرة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»