كتاب

شراء شجرة النسب والدكتوراة!!

في كل المجتمعات البشرية هناك أفراد يشعرون بالنقص فيحاولون تعويضه باللجوء الى الكذب لإخفاء نقاط الضعف الكامنة في شخصياتهم، واختلاق القصص الوهمية التي تجمل صورتهم أمام الآخرين.

يقول الأستاذ عبدالله قاسم العنزي: (كل شعور بالنقص يستلزم من صاحبه سلوكًا خاصًا يغطي به نقصه، إما أن يظهر بمظهر الرجل الكامل، أو الرجل الثري، أو الرجل المثقف العالم، أو الرجل ذي الحسب).


إن كل واحد من هؤلاء يبذل المال لسد النقص الذي يشعر به.

وقد انتشرت في مجتمعاتنا بعض عمليات تحسين الصورة بالشراء.. فهناك بعض الأثرياء الذين ورثوا الأموال من آبائهم دون تعب يشعرون بالنقص ويبادروا بشراء الشهادات الدراسية العليا كالماجستير والدكتوراة، ويحصل المزورون لتلك الشهادات أموال مجزية لقاء تزويرهم هذه الشهادات حسب درجات الامتياز أو الشرف.


وبمجرد حصول هؤلاء على تلك الشهادات المزورة يقوموا بنشر أخبارهم في بعض الصحف، ورغم علم كثير من أصدقائهم بأنهم حصلوا على شهادات دراسية مزورة لكنهم يجاملونهم، وينادون عليهم باسم الدكتور فلان، فيفرح في قرارة نفسه، ويزعل زعلا شديدًا من الذي يناديه باسمه مجردًا.

وهناك بعض الأفراد ممن لم يقرأوا كتابًا واحدًا أو جريدة بعد تخرجهم من المدرسة أو الجامعة، تسيطر عليهم كذلك عقدة النقص، فيبحثون عن أشخاص يزورون نسبهم، ويرسمون لهم شجرة نسب، وينسبونهم إلى آل البيت أو الصحابة أو الخلفاء الراشدين بحيث يرفع نسبهم كلما ارتفعت مكافأة المزور الذي يرسم شجرة النسب، وبعد حصولهم على شجرة النسب يوزوعونها على أفراد الأسرة الذين لا يعرفون اسم جدهم الرابع، وفي النهاية يعلق أفراد الأسرة شجرة نسبهم العريق على جدران بيوتهم على سبيل التفاخر.

ان التزوير جريمة يعاقب عليها القانون.. ونتمنى من هيئة الرقابة ومكافحة الفساد والتي تقوم بدور كبير في القبض على الفاسدين أن تتابع مثل هؤلاء المزورين.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»