كتاب

السعودية بين الشرق والغرب

السعودية تتجه شرقاً كأي بلد حر ومستقل يرى في التنوّع فُرصة جديدة قد يجد فيها مكسباً مادياً أو سياسياً، لكن البعض يأخذه الخيال أو الهوى إلى عالم تفسير آخر.. فيتحدث عن مناكفة وغيرة وأشياء أخرى.

فلو أخذنا التوجه السعودي نحو عقد بعض الاتفاقيات العسكرية مع الجانب الروسي لوجدنا أنها ليست بجديدة خاصة مع انطلاق رؤية المملكة ٢٠٣٠.


ولو تحدثنا بشكل مفصل أكثر لوجدنا أن توقيع اتفاقية استراتيجية ذات شأن عسكري يجمع بين بلدين لا يمكن -بل يستحيل- أن تكون وليدة اللحظة أو أنها ردّة فعل تجاه موقف.

ومن ربط هذه الاتفاقية بزيارة وزير الدفاع الأمريكي للسعودية والتي تم إلغاؤها فقد جانبه الصواب، السعودية أبلغت الجانب الأمريكي بإعادة جدولة هذه الزيارة لوجود التزامات أخرى لدى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.


والشيء المؤكد أن هذه التحركات تأتي وفق مخطط سعودي يهدف إلى فتح مسارات تعاون في شتّى المجالات عسكرية، اقتصادية، وغيرها، في ظل وجود رؤية سعودية تنموية شاملة للمنطقة بأكملها.

السياسة السعودية لا تتبنى فكرة لفت انتباه، وما بينها وبين أمريكا ليس علاقة زواج حتى يتحدث البعض عن غيرة، ما بينهما حلف تاريخي وإستراتيجي قائم على الاحترام المتبادل ورأينا نتائجه في أخطر ملف واجه المنطقة وهو ملف الإرهاب، نعم هناك تغيير في بوصلة السياسة الأمريكية لتعاظم الخطر الصيني والذي بات يهدد مكانة أمريكا عالمياً، ولكن هذا لا يعني أن السعودية وأمريكا تعيشان أسوأ مرحلة تجمع بينهما.

ولنعرف كيف تتحرك السعودية وكيف تتعامل مع الأصدقاء، يجب أن نتابع كيف تتعامل مع الروس كمثال.

فالسعودية تعتمد على الوضوح في علاقاتها مع الحلفاء والأشقاء والأصدقاء، وهي دائماً تُوضح للروس الخطر المتمثل في دعم إيران لمليشيات زرعت الفوضى في المنطقة، وهذا الأمر لا يؤثر على علاقة البلدين، هناك فُرص يمكن استغلالها من أجل خدمة البلدين وشعبهما، وهذه الفُرص تدعم التنمية والسلام في المنطقة.

رؤية السعودية 2030 تعتمد على صناعة علاقات ايجابية مع الجميع لتكون المملكة قلب العالم ومحطة للتبادل الاقتصادي والمعرفي والثقافي، لما تمتلكه من مكانة جغرافية ودينية واقتصادية وسياسية، لذلك دائماً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤكد على أن السعودية ستكون قلب العالم ورؤيتها ستشمل المنطقة كافة.

أخيراً..

السعودية بين الشرق والغرب بلد حر يملك قراره ولديه خياراته التي يؤمن بها ويتحرك وفقاً لما تقتضيه المصلحة دون التخلي عن المبادىء.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»