كتاب

جمعيات الشَّنَب المِتْرَاكِي!

* ذاتَ مساء مجموعة من الأصدقاء في جلسة سمر، ولكن ليس فيها وتر، المهم زعيمهم: سحب نفساً عميقاً، فيما شفتاه تقتربان من مُلامَسة (كأس الشَّاي الممزوج بـالحَبَق)، لكنه تَوَقَّف فجأة لِيَقُول: (مَا رأيكم ياجماعة أن نُنشِئ جمعية خيرية لنخدم مجتمعـنا، ونِصِيْر مِثْل جِيْراننا في الاستراحة)؟!

* قاطعه أحدهم سريعاً (فِكرة حلوة)، ولأنَّك صاحبها، وزعيمنا المُبَجَّل دائماً فأنت رئيس مجلس الإدارة، وأنا نائِبك، (والشَّنَب المِتْرَاكِي هذا) المسؤول المالي؛ فهو شَاطِر بجمع الدَّرَاهِم وخبير في صَرفها، والرّبْع هم الجمعية العمومية، ومنهم أعضاء مجلس الإدارة، وبَاقِي الأمور ربِّك ييسرها!


* وهنا مع إيماني الأبَدِي بِصِدْق النّوايا، وحُسْنِهَا، وصفاء قلوب أهلها؛ لكن هذه السَالفَة يبدو تحدث كثيراً في (المدينة النبوية)؛ فالجمعيات الخيرية فيها كثيرة ومتنوعة، وتزداد كُلّ يوم وليلة، ولكن محدود منها الفَاعِل والنَّاجِح في تحقيقه أهدافه ورسالته في خدمة مدينة رسول الله صلى الله عليه وأهلها وزوارها، أمّا أغلبها فَتعَانِي مالياً وإدارياً، ولا أثر لها على أرض الميدان إلا بتلك اللوحات التي تعلو مَقَرّاتها.

* ولذا مع تأكيدي على إخلاص واجتهاد مجلس الجمعيات الأهلية بمنطقة المدينة المنورة، والعطاء السّخِي لرئيسها الدكتور عبدالمحسن الحربي، وحرصه على التّمَيز إلا إني أرى أن الوضع يتطلب المزيد من المراجعة، والبداية تكون بتطبيق أدوات ومعايير عادلة وشَفَّافَـة تَقِيْس أداء الجمعيات، ونِسَب إنتاجيتها، ومِدى تأثيرها، وكذا منع ازدواجية مستهدفاتها، وتعزيز تكاملها وحضورها بدعَمها مالياً عبر أوقاف ومشاريع استثمارية كُبرى وخاصة، وتطوير برامجها بحثاً عن تميزها وجودتها، ورفع كفاءة العاملين فيها بدورات متخصصة.


* فحينها ستكون تلك الجمعيات رافداً أَهَمّاً في «أَنْسَنَة طيبة الطيبة»، ومواكبةً جداً لرؤية المملكة 2030م التي من عناوينها الرئيسة: العناية بالقطاع غير الربحي، ورفع مساهمته في النَّاتِج القومي، ويبقى التذكير بأنّ (جمعية الشَّنَب المِتْراكِي) أغلقت أبوابها ونوافذها وحساباتها بعد ستة أشهر من إعلانها، لأنّ القائمين عليها لا يملكون أبسط أبجديات إدارة مؤسسات القطاع الخيري، وفنون تسويقها، وإلى لقاء مع مَسَاحَة أخرى مِن (مَدِيْنُلُوْجِيّات).

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»