كتاب

الموت يتوقف.. والمقابر للأحياء!!

* فجأة وذات يوم يتوقف (الموت) أو ينقطع عن إحدى البلدات، طبعاً فرح أغلب أهلها بالخلود، معتقدين بأنّهم فَازوا به دون بقية العالم، ولكنّ أزماتهم بعد ذلك توالـت، فالمستشفيات تمتلئ أركانها وممراتها وساحاتها بمن هم بين الحياة والموت، فلا سبيل لشفائهم، ولا طريق لهلاكهم المعتاد، ومثلها دُور العجزة، ليتمّ تسليمهم لأُسَرِهم بأمر من الحكومة، التي أصبحت تعاني اقتصادياً، وذلك من زيادة أعداد ورواتب المتقاعدين، أما المؤسسات القائمة بالجنائز فقد أفلست، ومثلها شركات التأمين فقد امتنع عملاؤها عن دفع أقساطهم!.

* مَرت الأيام والشهور ليزداد الوضع سوءاً، ومعه تُفكّر الحكومة بإنشاء مقرات كبرى يُلقى فيها المرضى وكبار السِّن الذين كان المفترض موتهم، وكأنها بمثابة مقابِر ولكن للأحياء، وهنا تظهر (مافيا إجرامية) تقوم نظير مبالغ كبيرة بنقل أولئك إلى بلدات حدودية مجاورة مازال (الموت) فيها حاضراً، ولكن تلك الدول ترفض وتهدّد بالحرب!!.


* تعيش تلك (البلدة أو القرية في دوامة عظيمة) جَرّاء انقطاع الموت فيها، ولكن وبعد عِدة أشهر يأتي الفرج، فمدير محطة التلفزيون يتلقى رسالة مِن (الموت) يؤكد فيها عودته من جديد، ليعلن الرئيس ذلك، وتبدأ حالة طوارئ فأكثر من (60 ألف مُحتَضِـرٍ) ماتوا في لحظة واحدة، لتبدأ أزمة جديدة!!.

* تلك لمحات وعناوين من رواية ((انقطاعات الموت)) لــ (للكاتب جُوزيه ساراماغُو) التي تطرح فكرة فلسفية (إذا كنّا نعتقد بأن الهروب من الموت أمنية البشرية، فإنّ غيابه عن حياتهم يُمثّل أيضاً كارثة إنسانية واقتصادية)!


* تلك الرواية التي لا أمَلُّ من تكرار قراءتها بين الحين والآخر، استرجعتْ ذاكرتي تفاصيلها خلال السَّاعات التي توقفت فيها عـن العالَم خلال الأسبوع الماضي معظم مواقع وبرامج التواصل؛ ولستُ أدري لِمَ تذكَّرتُهـا؟!.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»