كتاب

الأسرة وخطأ الاختبارات (الكبير)..!

* فرض وباء كورونا على نظام الاختبارات واقعاً جديداً، يمثل فيه الطالب (المختبِر والمراقب) في ظل أداء الاختبارات عن بعد، حيث لا رقابة سوى ما لدى الطالب من رقابة ذاتية، تتناسب طردياً مع مستواه الدراسي، فكلما ارتفع مستوى تحصيله ارتفع بذلك مؤشر الرقابة الذاتية لديه، والعكس صحيح.

* وهو ما يفسر ظهور عينة من الطلاب يرمون بحمل الدراسة، والاختبارات على أسرهم، بينما هو ينعم بكل رفاهية (الإجازة المفتوحة)، وذلك يعني أننا أمام شريحة من الطلاب حتى مع ارتفاع درجاتهم إلا أنهم (فقراء) في تحصيلهم، وهو ما سوف يباشر أثراً كبيراً في انكشاف حالهم عند العودة إلى مقاعد الدراسة دون أن يكون لديهم متطلب المرحلة الدراسية التي وصلوا إليها، وهذا يعني دخولهم في معاناة (متوقعة) قد تؤدي إلى تسربهم أو تكرار إخفاقهم، وما سوف ينتج عن ذلك من تبعات عليهم.


* وبكل أسف فقد أسهمت الأسرة في حصول ذلك، دون أن تتنبه إلى خطورة ما تقوم به على مستقبل ذلك الطالب، فالأسرة التي تجيب عن ابنها، وتؤدي الاختبار نيابة عنه، بل وتغضب غضباً شديداً عندما تحقق لابنها درجة أقل بدرجة أو اثنتين من المجموع الكلي، هي في الواقع تضع نفسها أمام حقيقتين صادمتين لها الأولى: أن ابنها ضعيف دراسياً، وأن ما حصل عليه من (تفوق) ليس أكثر من غطاء وهمي لحقيقة موجعة سوف تورث الندم ولو بعد حين.

* الحقيقة الثانية: أنها هدمت بناء أخلاقي في شخصية ابنها كان يجب ألا يحدث ذلك منها مطلقاً، فما قامت به من الإجابة على أسئلة الاختبار نيابة عن الطالب (غش) صريح، فكيف يصحح ذلك في ذهن الطالب، وهو يرى أسرته تمارسه، بل ويحصل من خلاله على درجة غير مستحقه، دون أن يكون له فيها من دور سوى اسمه وفصله، والأدهى من ذلك أن يكون من ضمن الأسئلة: ..... هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.


* وفي ذات الوقت يصدم ذلك الطالب المجتهد، الذي حرص أشد الحرص على أن يؤدي الاختبار بكل أمانة، وليس لديه رقيب إلا تلك الرقابة الذاتية، التي جعلته يواصل ليله بنهاره مذاكرة واستعداداً، ثم يُصدم بمن يباهي بدرجات كاملة حصل عليها، ولكن على طريقة الاستعانة بصديق (أسرته) أو لجوء إلى كتاب، يقول ذلك مفاخراً حتى مع يقينه أن ما قام به ضرب من (الحرام).

* إن هذا الواقع الذي فرضته الحاجة إلى أن تكون الاختبارات عن بعد، بقدر ما عالج أزمة ما سوف يترتب على توقف الدراسة من تبعات على مستقبل الطالب، إلا أنه كان في حاجة شديدة إلى أن تستحضر تلك الأسر التي تقوم بكل شيء نيابة عن الطالب أنها تضره من حيث تتوقع أنها تنفعه، وأن عليها أن تتحمل تبعات ذلك عندما يظهر في مستقبل ابنها أنها هدمت في شخصيته ما كان يجب أن تبنيه، في وقت لم يعد لديها سوى أن تتحمل تبعات نجاح بتفوق لطالب لم يختبر.. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»