كتاب

تجنيس الكفاءات المتميزة

صدر منذ أيام أمر خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على منح الجنسية السعودية لعدد من الكفاءات المتميزة وكانت الفئات المعنية بالقرار تشمل المتميزين في الطب والصيدلة والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات والحواسيب عالية الأداء وغيرها في خطوة تتماشى مع رؤية (2030).. يأتي ذلك بعد نحو أربع سنوات من كلمة قالها ولي العهد -يحفظه الله- على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار عام (2017): «سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف».

تذكرت مقال كنت قد كتبته عن أهمية استقطاب الكفاءات المتميزة وكيف تتهافت الدول الكبرى في منحهم جنسيتها، لدرجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق (باراك أوباما) بعد الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل خلال فترة رئاسته قال: «نحن الأمة التي فاز منها ستة من علمائنا وباحثينا بجوائز نوبل وكان كل منهم من المهاجرين».. أترككم مع بعض ما جاء في المقال: (تعاني الكثير من دول العالم النامية ومنها بعض الدول العربية أزمة معرفية تجسدت في هجرة كفاءاتها وأدمغتها للخارج، خاصة في المجالات الحيوية، كالطب والهندسة والطاقة النووية والاقتصاد، في الوقت الذي تحملت فيه هذه الدول ضخ استثمارات مالية هائلة في تأهيل وتدريب وتعليم هؤلاء المواهب.


في بحث تم نشره بعنوان «التدفقات العالمية للمواهب»، أشار أن نحو 28 مليون مهاجر من أصحاب المهارات العالية يقيمون في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في عام 2010م، أي بزيادة قدرها 130% عما كان عليه الوضع عام 1990م.. وأشار أيضاً أن هناك أربعة بلدان فقط (أمريكا، بريطانيا، كندا، وأستراليا) تمثل وجهة لما يقرب من 70% من هؤلاء المهاجرين..

وتوضح الدراسة أيضاً أن أمريكا عادة ما تستضيف نصف المهاجرين من ذوي المهارات العالية المتوجهين لبلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وثلث المهاجرين من ذوي المهارات العالية حول العالم، كان من نتيجته حصول الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما نسبته 85% من جوائز نوبل العالمية في مجالات العلوم وبالأخص الطب والفيزياء والكيمياء..


وبالنظر إلى هجرة العقول العربية، أظهرت دراسات قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والبنك الدولي، أن العالم العربي يساهم في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية، وأن 50% من الأطباء، و23% من المهندسين، و15% من مجموع الكفاءات العربية يهاجرون الى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، مما يفرز تبعات سلبية على مستقبل التنمية في البلدان العربية والذي يعد من بين أكبر عمليات تجريف العقول في العالم، أدى إلى انخفاض نصيب الدول العربية من براءات الاختراع التكنولوجيا على مستوى العالم، في الوقت الذي بلغ نصيب أوروبا من هذه البراءات 47.4% وأمريكا الشمالية 33.4% واليابان والدول الصناعية الجديدة 16.6%.. وقد بينت الدراسات أن أهم أسباب هجرة العقول إلى العالم الغربي علي وجه الخصوص، البيئة المحفزة والإمكانيات المتوفرة في تلك الدول).. انتهى المقال.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»