كتاب

الجامعات وجودة المخرجات

مع أن الجامعات الأمريكية في وقتنا الحاضر تعد نموذجاً يحتذى به للتعليم الجامعي في كل دول العالم لجودة مخرجاتها، إلا أن أغلب الجامعات الأمريكية كانت في البداية جامعات دينية، فجامعة (هارفارد) العريقة على سبيل المثال، والتي تم إنشاؤها عام (1636م)، كانت عند إنشائها ذات نزعة دينية، ثم تم تحديثها عام (1834م)، ليرتفع عدد طلاب الطب والهندسة والتكنولوجيا مقارنة بطلاب التخصصات الدينية، وبذلك بدأت تتحول الجامعة من تخريج متعلمين إلى تخريج علماء ومبتكرين.

وفي العالم العربي جامعة (الزيتونة) بتونس تأسست عام (737م)، وكانت عند تأسيسها مركزاً للدراسات الدينية، ثم تم تحديثها في عام (1956م)، وجامعة (الأزهر) التي تأسست عام (970م)، كانت في البداية مدرسة لنيل شهادة في العلوم الإسلامية بشتى تخصصاتها، وتم اعتمادها كجامعة رسمية في عام (1961م)، وأخيراً، جامعة (أم القرى) بمكة المكرمة والتي تأسست عام (1950م)، كانت عند تأسيسها تسمى كلية الشريعة. إذن البدايات كانت واحدة، سواء في أمريكا أو خارجها، وهي التعليم الديني، ثم بعدها تحولت الجامعات إلى نقل العلم والمعرفة.. والجامعات في أمريكا انتقلت إلى عصر البحث العلمي مع بداية تأسيس جامعة (جونز هوبكنز) عام (1867م)، لتكون أول جامعة بحثية مرموقة تهتم بالبحث العلمي، وبذلك بدأ عصر الجامعات البحثية الأمريكية كمعهد (ماساتشوستس) للتقنية، وجامعة (ستانفورد)، وجامعة كاليفورنيا (بيركلي)، وغيرها من الجامعات التي شجعت على الابتكار والإبداع والبحث العلمي.


لا يختلف اثنان على أن البحث العلمي يتأثر بالنمط التقليدي للتعليم الذي هيمن لسنوات، لذلك لابد من تحديث المناهج التعليمية، وذلك من خلال تبني خطط لتطويرها يكون الاهتمام فيها بتشجيع ودعم ثقافة البحث العلمي في المجتمع عن طرق زيادة الإنفاق على البحوث العلمية، كما لابد من زيادة أعداد طلاب الدراسات العليا في العلوم والطب والهندسة والتكنولوجيا مقارنة بطلاب البكالوريوس.

الوعي موجود عند مسؤولي التعليم بأهمية الابتكار والبحث العلمي والإنفاق عليه، وهم أمام تحديات عديدة، لكننا نجد أن هذه التحديات موجودة في أغلب الدول المتقدمة، ونجحت في التغلب عليها. إن أحد الأسباب الذي جعل جامعات أمريكا جامعات عظيمة يعود إلى كونها استطاعت أن تنتج نسبة عالية من المعرفة، وتقدم الاكتشافات العلمية، كما أنها استثمرت في الشباب وتدريبهم ليكونوا علماء ومفكرين وباحثين في العلوم التطبيقية والاجتماعية والإنسانية وفروع الهندسة والطب.


فواجب المرحلة أن تقوم الجامعات باكتشاف أنواع جديدة من المعرفة، وأنماط من التفكير، لضمان إعطاء فرص جادة لتمكين الطلاب من الحصول على مهارات ومعارف وخبرات ذات كفاءة مميزة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»