كتاب

النقود والجائحة!!

ما نشاهده لبعض اقتصاديات الدول التي تأثرت من جائحة كورونا وأدى ذلك إلى فقد النقود قيمتها ولجوء المواطنين إلى البيع بالمقايضة، يذكرنا بفترة ما سمي بالكساد الكبير أو الانهيار الكبير (Great Depression) الذي حل بالعالم في عام 1929م، وتعتبر أكبر الأزمات الاقتصادية في القرن العشرين، والتي بدأت مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 29 من أكتوبر 1929م، والمسمى بالثلاثاء الأسود.. أذكر أنني شاهدت في قاعة سينما (ليستر سكوير)، بمدينة لندن قبل سنوات عرض فيلم فرنسي ساخر اسمه (المليونير) يجسد بعضاً من هذا الواقع الذي يحكي قصة فلاحْين يجلسان خارج مقهى صغيرة في مدينة باريس يحتسيان كأسين من عصير البرتقال، وحين أعطاهما النادل الحساب أدخل أحدهما يده في كيس وأخرج منه دجاجة دفع بها الى النادل.. وعاد النادل بالباقي، فوضع بيضتين على الطاولة، وعندها أخذ الفلاح البيضتين، ثم ترك واحدة على الطاولة على سبيل البقشيش.. هذا واقع الحياة قديمًا، حيث كان البيع بالمقايضة، والذي يتم عبره تبادل البضائع أو الخدمات مباشرة دون استخدام النقود.

وتفشي فيروس كورونا أدى إلى توقف عدد متزايد من الشركات والأفراد في جميع أنحاء العالم عن استخدام الأوراق النقدية، وزيادة الإقبال على الدفع الإلكتروني، خوفاً من أن العملة الورقية يمكن أن تكون ناقلة للفيروس.


وبالرغم من أن خبراء في مجال الصحة قالوا: إن خطر نقل الفيروس من شخصٍ إلى آخر - من خلال استخدام الأوراق النقدية - ضئيل مقارنة بطرق انتقال أخرى، إلا أن ذلك لم يمنع الكثير من رفض قبول العملات النقدية، لدرجة أن بعض الدول حثَّت مواطنيها على التوقف عن استخدام الأوراق النقدية.. ففي بريطانيا على سبيل المثال، انخفض استخدام النقود الورقية إلى النصف خلال فترة انتشار الوباء، وفي ألمانيا، حيث تلقى فيها النقود الورقية شعبية كبيرة مقارنة بالبلدان الأوربية المجاورة، أصبح المواطنون يفضلون الدفع عن طريق الشبكة، في غضون ذلك توقع بنك التسويات العالمية (BIS)، أن العالم في طريقه إلى التداول الموسع لعملات رقمية بديلة، يتم إصدارها من البنوك المركزية، وتجد طريقها لمحافظ رقمية يتم إنزالها على شكل تطبيقات هاتفية يحملها جميع الناس، وعندها تنتفي الحاجة للأوراق المالية أو الحسابات البنكية، وهو فعلاً ما تم عمله في الصين، حيث بدأ البنك المركزي الصيني بعمل التجارب لاختيار عملته الرقمية.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»