كتاب

الإدارة بـ(المعلاق)..!

* الإدارة كمفهوم: فن يمارسه الكثير، ويتقنه القليل، ذلك القليل الذي ينتقل بتعريف الإدارة إلى حيث (القيادة)، وأحسب أن كل قائد مدير، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل مدير قائد، فالقيادة تعني: الإبداع في خلق منظومة عمل (متجانسة)، تتمثل بكل (احتراف) مفهوم العمل بروح الفريق الواحد، وهو مفهوم لا يصل إليه المدير (السَّميع)، وبعيد أن يصل إليه من يرى في الإدارة سلطة فرض القوة، وأبراجًا عاجية ليس في قاموسها تقييم التغذية الراجعة، أو من يجلس على كرسي الإدارة محفوفاً بكل عنجهية: (ما أريكم إلا أما أرى).

* وعليه فإن الإدارة في مفهومها الواسع، والشامل، تتنوع في التعريف كما تتنوع في التطبيق، ومن خلال ذلك التنوع تبرز ردود الأفعال حيال مدير يُغادر وجميع من في منظومة العمل يتقاطعون في (الحسرة) عليه، وآخر تأتي مغادرته على طريقة (الوصول) إلى محطة أمنيات كل من سامهم سوء العذاب (متى يذلف؟)، وبين هذا وذاك، يُخلَّد ذكر شخص، ويُنسى آخر إلا من سهام دعوات ترسل إلى السماء مع كل ذكر له أو طيف ذكرى تبعث في النفس (ألم) تسبب فيه أو تبعات قرار جائر أصدره بحق من ليس له إلا (حسبي الله، ونعم الوكيل).


* لأجل ذلك فإن الإدارة على الرف، وبما تتخم به المؤلفات، تمثل صورة مثالية تختلف عن أنماط الإدارة في (الميدان)، عدا من وجود أولئك (القادة) الذين يفيدون منها، ويضيفون عليها، من خلال ما يتمتعون به من رؤية (شخصية) عن مفهوم الإدارة، وكيف أنهم يتمتعون بتلك الموهبة (الربانية)، التي تمكنهم من (خلق) بيئة عمل جاذبة، بل ومحفزة، تدفع بفريق العمل إلى حيث (المنافسة)، وهي مرحلة الوصول إليها يعني أن الإدارة أو المؤسسة أصبحت جزءاً من كيان الموظف، كما يقبض منها، فإنه (يتفانى) في العمل لأجلها.

* وبين قائد ومدير، يدخل على الخط مدير ابتدع أسلوباً لم يخطر على بال علماء وخبراء الإدارة، بل و(نسف) بمنهجية (المعلاق) في الإدارة كل تلك النظريات، التي ابتدعها (هوامير) التأليف في الشأن الإداري، تلك المنهجية التي تعتمد على (أطعم الفم، تستحي العين)، فما أن يزور دائرته زائر إلا ويستقبله بما لذ وطاب، محفوفاً بكل معاني الحفاوة والترحاب، وفي أثناء جولته يُشنف سمعه بـ(ذبيحتك في المعلاق)، فبالله ماذا عساه أن يقول أو يكتب عما وجده بعد أن وصل الدسم إلى مرفقه؟! وهو ما يفسر أن ذات المدير (الكريم) يعمر؛ رغم أنه في ميدان المنجز (محلك سر) إن لم يكن (للخلف در)، وقس على ذلك كل حفلات الاستقبال (الباذخ) التي تسبق زيارة أي مسؤول، فمن الطبيعي بعد أن يضرب بالخمس هنا وهناك ألا يجد ما يقوله سوى: شكراً لكم، وكثر الله خيركم، وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني