كتاب

العقل العربي الجمعي مختطف

من يتمعن في واقع الحال للعقل العربي يجد أن الكثير من المبدعين والمخترعين العرب لا يبرزون داخل أوطانهم فلا يعلم عنهم أحد إلا بعد أن يهاجروا إلى الغرب فيطلقون قواهم العقلية لتبرز وتبتكر وتخترع والأمثلة على ذلك كثر تقدر بالآلاف وهذا بالطبع يدفعنا لطرح تساؤل عريض يتسع باتساع مساحة هذا الوطن الكبير وهو: من وأد تلك العقول واختطف قواها الإبداعية؟ ولعل الإجابة على هذا التساؤل يحتاج إلى دراسة مستفيضة بل دراسات ولعلي هنا أطرح بعض المؤشرات الملموسة التي قد يكون لها دور بارز في وأد هذا العقل أو فلنقل اختطافه.. فعلى سبيل المثال لا الحصر:

نجد أن المواطن العربي في بعض الدول العربية منذ القدم وحتى يومنا هذا يقع تحت وطأة السلطة السياسية المطلقة التي تسيره وفق معطياتها ومتطلباتها لذا يبقى حبيس اتجاه تلك السلطة تسيره وتتحكم في قواه.


وفي جانب آخر نجد أن السلطة الدينية أيضاً قد بالغت في فرض أفكارها وتعاليمها الاجتهادية المنفصلة عن تعاليم الدين التي حددها الله تعالى في كتابه الكريم فجعلت من تلك الأفكار تشريعاً طال كل مناحي الحياة حتى الفكر ليتحكم فيه بحجة تحريم ما أحله الله بأقوال اجتهادية، وهنا تحولت بعض المجتمعات العربية ومن دخل معهم في رحاب الإسلام الى اتباع جمعيين لتلك المذاهب التي انتجتها تلك السلطة والتي أسست على أصول مستحدثة كأصول الفقة والحديث فانحرف الكثير منها عن المصدر الأساس وهو القرآن إلى ما أطلق عليه مصادر تشريع بينما التشريع الحقيقي قد أتم واكتمل في كتاب الله كما شهد بذلك ربنا سبحانه في قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء).

ولكن وللأسف الشديد امتزج بتلك التعاليم الاجتهادية الكثير من المكذوب والضعيف حين دفع بها أصحاب المصالح السياسية لتجذير حكمهم بالإضافة إلى نشوء حالات من الصراع بين تلك المذاهب ونتيجة لتلك الحالة التي تبلورت فيها العقلية العربية الممجوجة نشأت قضايا جانبية أخرى أشغلت الفكر قروناً.


وفي جانب آخر نجد أن العادات والتقاليد البالية الجامدة قد فرضت قيودها المتينة على العقل العربي فحجمته وقيدته ثم اختطفته في جوانب كثر كقضية المرأة مثلاً التي أصبحت الشغل الشاغل للعقل العربي ثم برزت قضية أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها وهي المبالغة في تقديس الشخوص كرجال الدين والحكام وأصحاب المال حيث تحول العقل العربي من التدبر والتفكر والبحث عن المعرفة التي أمر بها الرب سبحانه في كتابه العظيم إلى تلك المسارب المظلمة التى أختزلت ذلك الدين العظيم في ميادينها المظلمة.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»