كتاب

قرار الواقع في حكم التاريخ!

يُعزى لرسولنا الكريم حديثٌ عن القضاةٍ، مفاده «أنَّ القضاة أحد ثلاثة، أيٌّ منهم إن عرف الْحقَّ فَقَضَى بِهِ، فهو في الْجَنَّةِ، أمَّا مَن عرفَ الحقَّ ولم يقضِ به، وجار في الحكمِ، فهو فِي النارِ، وكذلك مَن لَمْ يعرف الحقَّ، فقضَى على جهل، فهو في النار أيضًاِ».. وعلى هذا -منذ فجر التاريخ حتَّى يومنا هذا- يقاس الحكَّام الذين تسنَّموا سدَّة الحكم في بلدانهم، فتسلَّطوا على رعاياهم، وعلى من جاورهم من الأمم والشعوب بأحد الاثنين اللذين في النار.. حكَّام من أصاب واحدهم غرور العظمة، فتصرَّف كأنَّه ظلُّ الله على الأرض، وشعبه المختار، فله الحقُّ في صواب كلمته، وكذلك تصرُّفه الأصوب، وعلى الآخرين قبول الأمر الواقع... فهكذا، نصَّب نفسه إمبراطور عصره وزمانه...

ومع تزايد عدد الإمبراطوريَّات، زاد عدد المستبدِّين والطغاة، وفي عالمنا العربي خاصَّة العديد منهم.. وليس أدلُّ ممَّن قضى على بلده العريق في حضارته وتراثه بغزوه دولة جارة له معدُّها إقليمًا من بلده.. وهناك حاكم دولة كانت إمبراطوريَّة، يسعى بالمال والعتاد، وشراء الضمائر استعادة إيوان كسرى! وفي الشمال من عالمنا العربي، حاكم يتشبَّه بقيصر، يحلم ويعمل على ضم أراض وأمم وشعوب كانت خاضعة لقيصر، ومن بعده للاتحاد السوفييتي، ثمَّ لدولة روسيا الاتحاديَّة.. وقد شنَّ حربًا ظالمة على جارته أوكرانيا، ورافضًا أيَّ تدخُّل أو إجراء، يحول دون غزوه البلد الجار، وعودة قوَّاته المعتدية إلى ثكناتها.. ونظرًا إلى امتلاكه السلاح النووي، راح بردَّة فعل غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، يهدِّد بهذا السلاح، ممَّا أثار القلق والذعر من حرب عالمية ثالثة لو قدَّر لها أن تندلع لأتت على الأخضر واليابس، وقضت على حياة الملايين، ودمَّرت الاقتصاد العالمي.. فهل بين عقلاء حكَّام العالم من يهدِّي ثورة الدب الأبيض!


في حديث متلفز قبل أيام تحدَّث رئيسها عن روسيا القيصريَّة، وروسيا الاتِّحاد السوفييتي، وروسيا وجاراتها اليوم ممَّن كانوا حتَّى الأمس تبعًا لها.. كان في ذلك يعبِّر عمَّا يجيش في صدره من تطلعات وآمال ظهرت جليَّه في اقتحامه أراضي الجارة أوكرانيا.. وقد تكون بداية بناءً نظام عالمي جديد! فلكلِّ نظام حكم عمرًا قد يطول وقد يقصر، لكن من المحال أن يستمرَّ إلى الأبد.. والأمر كذلك، لا يبقى لنا سوى الدعاء بأن يقينا الله والعالمَ من تداعيات نائبات الزمن، من جرَّاء جنون من يصل إلى سدَّة الحكم، ومكانه على سرير في مستشفى الأمراض العقليَّة لا حيث هو.. وحقًّا قيل: الحرب يشعلها الجهلاء أو المستبدُّون، ويدفع ثمنها العقلاء والبسطاء الذين لا يملكون فتيلًا.. ويبقى، كما يعلمنا التاريخ وأحداثه إذا دارت عجلاته للوراء لكسب معركة، فلن تسير طويلًا لتكون ضحيَّة حربه.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»