كتاب

دفع رباعي (كرتون)؟!

* الجودة معيار أي سلعة، فكلما كانت الجودة عالية، كان السعر أغلى، والعكس صحيح، عدا ما يندرج تحت الادعاء والغش، الذي طال كل شيء، مما أوجد سلعاً عالية الثمن، متدنية الجودة، فلم يعد مستغرباً أن نسمع عن فلل (الكرتون)، والطعام (منزوع الفائدة)، والسيارة باهضة الثمن التي تتحول إلى (تالف) لمجرد حادث بسيط.

* كل ذلك يحدث، والمستهلك من يدفع الثمن، وهو من يدخل في معاناة طويلة من مشوار البحث عن حقه، الذي ذهب مع الريح، هذا إن لم تكن الخسارة مما لا يمكن تعويضه، من أرواح تزهق، وإصابات مميتة على قيد الحياة، وما ذلك إلا نتيجة لذلك (الجشع)، الذي يضع المادة (أولاً)، والربح الوفير بأقل التكاليف هدفاً، وهو ما يفسر تراجعاً مخيفاً في الجودة بين القديم، والحديث.


* إن الشركات المصنعة للسيارات -على سبيل المثال- تدرك تلك الحقيقة (الموجعة)، ولكنها تحت مبرر الكسب المادي تمرر ذلك باتجاه القبول لدى المستهلك عبر ما تبتكره من إضافات (الديكور) المتمثل في تلك التقنيات التي تذهل العقل، لكن ذلك جاء على حساب (الجودة)، الكلمة الفصل في قيمة أي منتج، فجاءت زيادة السرعة على حساب الوزن، بينما أنتج تخفيف الوزن سيارات (الصفيح)، التي تصدم من الخلف فيصل الأثر إلى المقدمة، فما قيمة تلك الإضافات (الثانوية) عندما يتم إغفال (الهيكل)، الذي لم يعد كما كان من حيث القوة والصلابة.

* مع ملاحظة أن كل ذلك لم يكبح جماح الأسعار، بل تضاعفت وصولاً إلى حد الغلاء الفاحش، الذي صاحبه استحداث أساليب (تسويق) تأخذ المستهلك إلى حيث تريد أن تصل بمنتجاتها تلك الشركات، في وقت لا أحد يتحدث عما قد يحدث بعد ذلك من (معاناة) هي نتاج التركيز على (القشور)، وإغفال (اللب) في الصناعة، وهنا أذكر ما حدث لأحد الأشخاص الذي تعطلت به سيارته (الجديدة) على بعد كيلومترات بسيطة من مقر استلامه لها.


* وهنا أتساءل هل الحفاظ على الجودة يتعارض مع متطلبات الصناعة الحديثة، وهل الربح لا يتحقق إلا على حساب التخلي عن الجودة، ثم لماذا إغفال أن هنالك (أرواح) قد تدفع ضريبة ذلك، ثم أتساءل بمرارة لماذا ذات (السلعة) التي تأتي إلينا أقل جودة بمراحل من مثيلاتها ذات المواصفات (الأوروبية) على سبيل المثال؟!

* تساؤلات إن علم في بعض جوانبها إجابة، فإن هنالك جوانب ستظل تبحث عنها، فيما يظل باب القادم مفتوحاً نحو المزيد من المفاجآت، التي تحمل إلينا صوراً (صادمة) عن سيارات (تجميع) تجوب شوارعنا تحت غطاء: (من برا الله الله، ومن جوه يعلم الله)، وصولاً إلى (فاجعة) أن تطال موجة (الكرتون) سيادة الدفع الرباعي، فماذا بعد، وماذا بقي؟! وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»