كتاب

الجامعات ورؤية المملكة

لا شك أنَّ المؤسسات الأكاديميةَ قد تجاوزت اليومَ مرحلة الاقتصار على التلقين والتربية والتعليم والبحث، وأضافت إلى مُهمَّاتها مُهمَّة جديدة هي تقديم الحلول الميدانيّة العمليَّة للمشكلات الآنيَّة والمستقبليّة للدولة، في مَزْجٍ حيّ فعَّال بينَ رصيدها المعرفي وكفاءَاتها البشريَّة وبين هموم المجتمع وآلامه وآماله. وقد استعانت الجامعات في سبيل تحقيق هذه الغاية بوسائلَ عديدة، منها: إنشاء أودية التقنية، والكراسي العلمية، وورش العمل، والمؤتمرات، والندوات وحدائق المعرفة، ومسرِّعات الأعمالِ، والشركات الناشئة وغيرها من الأساليب والطرائق التي تقود إلى الهدف الأم: وهو إسهام الجامعات ومؤسسات التعليم العالي عمليّاً في ترقية الوطن والنهوض به وتجاوز مشكلاته وصعوباته.

فالجامعات السعودية، وبما لديها من الخبرة والتجربة والعلم والمعرفة والكفاءات الأكاديمية، جديرة بأن تكون ذات إسهامٍ فاعلٍ في تحقيق رؤية القيادة في التحول إلى المعرفة واستخدامها في نواحي الحياة.


إننا في المملكة العربية السعودية مقبلون بهمة على مرحلة اقتصادية مبشرة شعارها المعرفة، والمعرفة مصدرها المختبرات والمعامل وعقول منسوبي الجامعات والمؤسسات التعليمية العالية.

إن المتغيرات المتسارعة في مجالات المعرفة في وقتنا الحاضر، تعد واحدة من أهم سمات العقود الأخيرة من القرن الواحد والعشرين.. فالمعرفة الإنسانية تتضاعف تقريباً مرة كل ثمان سنوات، وفي بعض المجالات الأخرى أقل من ذلك بكثير، الأمر الذي يفرض على الواحد منا أن يواجه -كل عشر سنوات تقريباً- عالماً جديداً يختلف تماماً في مفاهيمه ومثله وقيمه وعاداته عن العالم الذي قبله، ومن هنا يأتي دور الجامعات في اكساب الطلاب القدرة على التفكير الذاتي الناقد، وتحفيزهم على اختيار المواضيع البحثية الأكاديمية الهادفة والتي تساعد على ايجاد الحلول للمشكلات التي تواجه مجتمعهم، وكذلك تحفيزهم على الابتكارية في معرفة المحتوى.


إن معظم الإنتاج والتصدير في الدول المتقدمة في وقتنا الحاضر مرده مختبرات ومعامل الجامعات، ولولا الجامعات ما كان الاقتصاد، ولا السلام، ولا الحرب.. لولا الجامعات ما كانت المصانع ولا الشركات، وما كان الإنتاج ولا التصدير.

من هنا يظهر أهمية الجامعات كمحور رئيس في تحقيق التحول المنشود لبلادنا الغالية. لذلك من المهم دعم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، حتى تتمكن من أداء دورها في تخريج مفكرين ومبدعين مؤهلين لتحقيق رؤية المملكة في إنشاء اقتصاد يعتمد على ما ينتجه العقل بدلاً مما تنجه الأرض.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»