كتاب

العمل في البيت الحرام

العمل في بيت الله الحرام مهما كان نوعه يعتبر من أجل الأعمال لأنها خدمةً لبيت الله ووفوده، وهو شرف ما بعده شرف وسؤدد وعز وفخر وسيادة وريادة.

إن الذي يعمل في المسجد الحرام إنما يعمل في خدمة بيت الله: «وطهر بيتي».. فهنيئاً لمن يعمل فيه من رجال أمن وحسبة وفراشين وحراس وقراء ومؤذنين ومرشدين وإداريين، هنيئاً لهم هذا العمل الذي يمكنهم من الصلاة في البيت والنظر إلى الكعبة المشرفة وانتظار الصلاة إلى الصلاة، وصلاة الاستسقاء، والصلاة على الجنائز.. لقد سبقهم في نيل هذا الشرف، الكثير من الرجال الذين أصبحوا بسبب الجوار الكريم والعمل في البيت الحرام من أشهر المؤذنين والقراء والأئمة والمحدثين، وكتب التاريخ تذخر بالكثير من هذه الأسماء التي شرفها الله بالعمل في بيته الحرام قديماً منها: محمد بن عبدالرحمن المخزومي الملقب (بقنبل) والمتوفي في العام 291 من الهجرة، كان شيخ القراء وعالم بالقرآن والقراءات بالرغم من أنه كان يعمل رئيساً لشرطة الحرم وقتها، وأحمد بن سالم المكي، وعمله الأساسي رئيساً للفراشين وأميناً على شمع الحرم الذي يستخدم للإضاءة والزينة، إلا أنه كان مؤذناً ومحدثاً وعالماً سهلاً في علم الحديث؛ كان كثير الإنصاف والبشر لمن يقصده، وأحمد بن يوسف الحسني كان مؤذناً يتودد للناس ويأنس الناس بأذانه كثيراً، أحمد الدوري عمل فراشاً بالحرم المكي سنينًا عدة وأميناً للزيت والشمع وقبل موته تنازل عن الفراشة لابن أخته محمد بن أحمد الدمشقي فكان رئيس الفراشين وكان شيخاً مباركاً وخلفه ابنه عمر بعد ذلك (وهذا يدل على أنه حتى فراشة الحرم لها عندهم مكانة عظيمة وشرف ومنقبة تتوارثها الأجيال)، وقد أوقف وقفاً بجوار منزله وكان يصلي بالناس صلاة التراويح ويصلي خلفه جمع كثير لخفة صلاته وكانوا يلقبون صلاته بالمسلوقة لخفتها.. على بن أحمد بن فرج كان يعمل أيضاً رئيساً للفراشين بالحرم وأميناً على الزيت والشمع، ختم صحيح البخاري وسنن أبي داود ودلائل النبوة وغيرها على علماء الحرم.. أحمد بن محمد البزي، فارسي ولد عام 170 من الهجرة أسلم علي يد السائب بن صيفي المخزومي، ظل مؤذناً بالمسجد الحرام أربعين سنة كان صاحب ورع وعبادة، وسالم بن ياقوت المكي أبو العباس مؤذن الحرم الذي لم يفته أذان الصبح بالحرم أربعين سنة حدّث وسمع منه العلماء وكان خيراً سهلاً في التحديث وكان يؤذن بمأذنة (الحزورة)، توفي في المحرم سنة 770هـ بمكة ودفن بالمعلاة وغيرهم كثر ممن شرفهم الله بخدمة بيته المعظم فكانوا صادقين وجادين ومخلصين في أعمالهم وكان للحرم أثر في قلوبهم ومناصبهم فكانوا أمناء أخيار لأن العمل في الحرم فرصة لمضاعفة الأجر والحسنات، فهنيئاً لهم عدد زواره ورواده وعدد حمامه وذرات هوائه.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»