كتاب

أمانة جدة.. والارتقاء بالكوادر

من يتتبع واقع الحال لتجربة الانفجار الحضاري الذي تعيشة مملكتنا الحبيبة خلال العقدين الماضيين والذي أبهر العالم خلال فترة وجيزة يجد أن تلك التجربة لم تخرج عن مقومين أساسيين كانا هما الدافع الرئيس والمعزز لتسريع التنمية، والمقومان هما: وجود الإدارة الواعية الحكيمة المجددة التي تهتم بالنماء وتيسر السبل إليه بالأنظمة والتعليمات النشطة المرنة المساندة الداعمة لأدواتها، تلك الأنظمة السلسة والدقيقة والمحكمة والبعيدة عن البيروقراطية والتعقيد في نفس الوقت.

وثانيهما: المتابعة الدائمة والمسايرة لخطوات المشاريع التنموية وحل فوري لكل ما يعترضها من عقبات ثم المحاسبة عند التقصير.


لكن اللافت للإنتباه أن أمانة محافظة جدة التي تحظى بدعم واسع من قيادتنا -رعاها الله- بعيدة كل البعد عن هذين المقومين، فالأمانة يغلب على أنظمتها عدم التخطيط في صياغة الأنظمة والاجتهادات الفردية غير الموفقة حسب الحالة النفسية والمزاج لبعض كوادرها، حيث نجد الكثير منهم يتفننون في ممارسات التعقيد المبالغ فيه وتفسير أنظمة البناء أو ما يطلق عليه إدارة الرخص التي أراها أعاقت حركة البناء بالأنظمة المعقدة التي تخرج عن نطاق التيسير غير المخل أو يغلب عليها الاجتهادات الفردية من قبل البعض من حديثي التخرج.

واللافت للانتباه في مهام الأمانة أنها مشغولة لحد النخاع بعمليات الهدم التي تقوم به حيال الأحياء العشوائية والتي أرى أنه عمل رائع، وفي المقابل تناست الأمانة عمليات البناء التي يستوجب أن تُفعل لتحدث الموازاة والتعويض لما يترتب عن اختفاء الكثير من موارد التنمية في تلك الأحياء المزالة وتيسير عمليات البناء في المناطق الأخرى من المدينة، لكن ذلك لم يحدث نتيجة لتلك التعقيدات البيروقراطية، لذا يستوجب أن تلتفت الأمانة لذلك الخلل الذي ستكشف نتائجه بعد حين حيث يستوجب أن تعيد النظر في بعض الأنظمة الخاصة بالبناء مثل استخراج رخص البناء.


والأهم من ذلك أن التقنية في الأمانة رائعة كغيرها من مؤسسات الدولة لكن هنالك فجوة واسعة بين التقنية ومستخدميها من الكوادر البشرية حيث أرى أنها شوهت استخدامها وحولتها إلى عبء كبير يعوق العملية التنموية، لذا لابد من الارتقاء بالفكر البشري في الأمانة كي يوازي ذلك التقدم التقني بما يتوافق معه.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني