كتاب

هم نار تحت الرماد

من أعقد وأصعب الأساليب الموجهة لمحو القناعات الفكرية المنحرفة هو محو القناعات الفكرية المنحرفة ذات الاتجاه الديني من العقل البشري والسبب في ذلك التعقيد وتلك الصعوبة هو القوة والتمكين الذي تحظى به بسبب الميول الفطري البشري إلى التدين، بالإضافة إلى الترسيخ المتراكم عبر المعابر المعززة لذلك كالكتب والمنابر وأجهزة الإعلام ومؤسسات التعليم، وإلى دعم بعض الحكومات السياسية لهذا الجانب لاستثمار قوتها وتمكنها عند الرعية لدعم توجهاتها السياسية والمدنية لذا نجدها -أي الحكومات- تبذل أقصى الجهود لترسيخ ذلك الفكر من خلال المؤسسات ذات الصلة بها ومن خلال المعابر المذكورة سلفاً وما يؤكد ما ذكرناه هو ما سجله لنا التاريخ من دلالات ممثلة في أحداثه لنستلهمها عند الحاجة ولا نتجاهلها، ولعل الفكر المتشدد الذي أفرزته بعض المذاهب والطوائف الفكرية وما تركته من كتب كانت في متناول المتلقين رغبة أو رهبة وما يفرزه بعض المتزمتين من رجالها الذين تبنوا فكرها فكونوا مذاهب وطوائف كان الكثير منها متزمتا لدرجة التفجير والتكفير والإقصاء وحتى التقديس عبر التاريخ.

ولعل أبرز تلك الفرق التي ظهرت مبكراً هي فرقة الخوارج التي كان لها صولات وجولات في القتل والتخريب ثم تلتها فرق أخرى كالقرامطة والصوفية والأشاعرة والأباضية وغيرها كثر، ثم برزت في العصر الحديث فرق أخرى كالإخوان والقاعدة وداعش وحتمًا ستبرز مستقبلاً فرق أخرى قد تختلف في مسماها لكنها لا تختلف في أهدافها وأدواتها ومن هذا نستنتج أن تلك الفرق المنحرفة التي تتلون بين حين وآخر ماهي إلا فكر ديني منحرف تم صناعته وتعزيزه وهو بالطبع فكر لا يمت إلى تعاليم الدين الإسلامي الحقيقي ولا إلى الصحيح من سنة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام بأي صلة حيث كانت تلك الفرق أو المذاهب تختفي عندما تقمع ثم تبرز عندما تحين الفرصة لها كالنار التي تحت الرماد تبقى مستعدة للاشتعال عندما تُحرك.


ولعل ما يحدث في هذه المرحلة الزمنية يؤكد خمود تلك النار تحت الرماد بعد أن وجدت القيادة الرشيدة التي قمعت وكشفت أكاذيبها ودجلها المتلبس بلباس الدين وحتمًا سيبرزون يوماً ما إلا إذا تم تجفيف منابعهم المعروفة وكشف ما بها من كذب وتدليس وإبراز الوجه المشرق والحقيقي لديننا الإسلامي الحنيف الذي تم تشويهه بتلك المصادر الموبوءة بفكر القتل والتفجير والمدسوسة بفكر الحاقدين، وخير سبيل لذلك هو بفكر عكسي وسطي مستمد من كتاب الله تعالى ومن صحيح سنة نبيه الأمين بحيث يتم ذلك من خلال نفس المعابر المذكورة سلفاً والتي نشروا فكرهم من خلالها.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
;
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
;
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني