كتاب

شذرات

في أحد مقاهي الخبر، وفي ركن خفي وبعيد عن الزحمة، كان بجانبي رجل أربعيني أمامه كوب قهوة، لا يلمسه ولا تتحرك عيناه عنه.. بفضول البدوي القادم من الصحراء قلت له «اشربها لا تبرد»، قال فاتتني حياة بأكملها.. لن تتوقف القصة على فنجان قهوة سيبرد! ابتسمت وقلت «قلبك ممتلي كلام».. قال تعال لأحكي لك، وبدأ حديثه عن حياته المريرة والظروف السيئة التي عاشها، ومحطات البؤس التي واجهها، وعن كيفية مواجهته لكل شيء حتى أصبح بخير، لكن روحه التي يراها الآخرون قوية في الحقيقة هي هشّة ومُحطمة، وأكمل حديثه عن الصدفة التي التقى بها إنسانة تُشبهه تماماً، وكيف أنه أحبها، وتحدث بحبٍ عميقٍ عنها، وأنها أعادت له الأمل وزرعت في صدره الحياة والفرح، وبحزن كبير قال «خسارة ماهي لي»!

قلت لم يفت شيء ما زال في العمر بقية، هي لك.. قال: للأسف نحن لا نحيا مرتين، هي حياة واحدة فقط. وفي هذه الحياة ستحيا في سفر، وستعبر محطات، وستترك في كل محطة جزءًا من روحك، وستتساقط الكثير من التفاصيل الصغيرة في طريقك هذا.. روحٌ أنهكها السفر، والركض بحثاً عن حياة، وطموح تغتاله الظروف الصعبة، ثم فجأة تلتقي من ترى فيها الحياة، لكن للأسف تأخر هذا اللقاء كثيراً، وليست القصة أن تصل متأخراً خيرٌ من أن لا تصل، بل أن تصل في اللحظة المناسبة، لأن الأرواح في تلك اللحظة لا تملك زمام أمرها في مراحل الحياة الأخيرة، بل ترتبط بظروف ومحيط وتداخلات لا تمنحك سوى قيود أكثر.. حزنت من أجله، كيف يخسر الإنسان حياته التي أحبها فقط لأنها أتت متأخرة!


ودعته ولا أملك سوى الدعاء له بأن يطمئن قلبه..

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»