السياحة والزراعة في جامعة الباحة

* بعد حديث طويل، قال لي: ... وماذا عن حظوظ منطقة الباحة من برامج جامعة الباحة التي تحدّثت عنها في مقال الأسبوع الماضي؟

* لم أكن سأجيبه، قبل التأكيد أنّ جميع البرامج التي تمّ فتح القبول فيها -مؤخّرًا- بالجامعة، هي للوطن وفي حضرته= (المساهمة في تنميته، وتحقيق رؤيته)، مع ذلك؛ فإنّ منطقة الباحة، باستطاعتها -في هذا السّياق- المراهنة على مقوّمين رئيسين: هما السياحة، والزراعة، وهذان المقوّمان - بـ(المراهنة) - جديران بكل عناية، ورعاية، واهتمام.

* ومع ذلك -أيضًا-؛ فإنّ الحقيقة تقول: إنّ جامعة الباحة بقيادة معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين، لم تكن غفلاً عن دعم هذين المقوّمين، فكان لزامًا عليها استحداث برنامجين نوعيين من البرامج المرتبطة أشدّ الارتباط بمنطقة الباحة؛ هما: (السياحة) من جانب، و(الزراعة) من جانبٍ ثانٍ؛ فهما متلازمان كملازمة الظرف بالمظروف.

* الإرشاد السياحي، هذا هو العنوان الأول للبرنامج الذي أُطلق حديثًا، بهدف «تزويد الطالب بالمعارف والمهارات والكفايات التي تمكِّنه من تقديم خدمات الإرشاد السياحي للسياح، كما يتناول مهام المرشد السياحي، وأساليبه،

والشروط الواجب توفرها فيه، مثل: المظهر، والمعلومات، واللغة، ومهارات التواصل، والتعامل مع الآخرين على اختلاف مستوياتهم الثقافية، والاجتماعية، كما يركّز على طرق تقييم الأداء الإرشادي وتطويره».

* ولا شكّ أنّ مسمّيات الوظائف التي لها علاقة بهذا البرنامج، تكاد تتّسع -وتّتسع- لتصل إلى تسعة مسمّيات هي: «مرشد سفر، مرشد سياحي، مرشد زائرين، دليل سياحي، أنماط السياحة، التراث الشعبي، المعالم الحضارية، وأساليب الإرشاد السياحي، تنظيم الرحلات السياحية». * إنّ جمع تلك المسمّيات تتصل -أيّما اتصال- بمهارات تخصصية ومهنية= (مستقبلية)؛ للوفاء بخطط وبرامج رؤية 2030، الأمر الذي انعكس على انكشاف مهني على مستوى برنامج السفر والسياحة والترفيه بواقع 146173 وظيفة.

* تقنية الهندسة الزراعية، هذا هو البرنامج الثاني الذي عملت عليه الجامعة، ثم أطلقته -مؤخرًا- من خلال بوابة القبول الموحّد، ويهدف -كما تشي حيثيات البرنامج- إلى «تزويد الطالب بالمعارف والمهارات الأساسية التي تمكّنه من تصميم، وتشغيل، وصيانة، وتطوير الآلات، والجرارات، والمعدات الزراعية المستخدمة في أعمال الزراعة، كما يتناول عمليات الإنتاج الزراعي، وأنظمة الطاقة في المزارع، وكيفية التخلص الآمن من النفايات الزراعية، وأنظمة التشغيل الذاتي، والأتمتة في النشاطات الزراعية المختلفة، إضافة إلى دراسة المنشآت الزراعية، مثل: البيوت المحمية، والمزارع السمكية، ومستودعات التخزين، ... وغير ذلك».

* إنّ جامعة الباحة -بفضل دعم قيادنا، وجهود المخلصين فيها- باتت جزءًا أصيلًا من حراك منطقة الباحة التنموي خاصّة، وحراك وطننا الغالي عامّة، وهذا حقّ يمليه واجب الولاء، كما يمليه واجب الانتماء، وفي كليهما حقّ لا ينفصلان ولا يفترقان، وهذا هو المغنم والمكسب في العاجل والآجل، كما هما في المنظور القريب والبعد سواء بسواء.